براعم في سن الطفولة,لم يتجاوز أكبرهم سن العاشرة. لم يفارقوا حضن أمهاتهم وآبائهم إلا من عدة سنين قليلة.ذهبوا إلي مدرستهم يوم امتحان نصف العام,معتمدين علي الغش. فقد أصبح هو السلوك السائد. الغش بأي طريقة وكل طريقة.بالقوة وبالإجبار.طلبوا من زملائهم الشطار أن يغششوهم.رفض الشطار الذين استذكروا دروسهم جيدا أن يغششوهم حتي لا يضيعوا تعبهم ومذاكرتهم هباء.
ماذا كانت النتيجة؟ لابد من العقاب وتأديب هؤلاء الزملاء الذين لم يهبوا لنجدتهم.. بعد الامتحان خرج الذين فشلوا في الغش لتأديب الشطار بالأسلحة المختلفة.السنج والمطاوي التي كانوا يخفونها في حقائبهم استعدادا للمعركة المنتظرة!! حدثت المجزرة وأصيب من أصيب!! أما المدرسة فقد نفضت أيديها من الذي حدث,والحجة أن ما حدث حدث خارج أبواب المدرسة.وانتهي الأمر وتحول إلي مجرد خبر في جريدة أو عدد من الجرائد.والحقيقة أن هذه المعارك ليست الأولي.فقد تعددت إلي الحد الذي كانت المدارس تستعين بالشرطة لإنقاذ الموقف.وهنا يجب أن تكون الوقفة وتحديد البداية التي تحدث في البيت بين أحضان الأسرة الغائبة عن التربية والتهذيب وتلقين الأبناء الأخلاق الحميدة والسلوك السوي والتهذيب.وتتابع أبناءها بشكل يومي وتدقق في اختيار الأصدقاء.وتعلمهم الصدق والأمانة والاجتهاد في مذاكرتهم والابتعاد عن الغش والعنف.وتكون عيون الأسرة علي كل شئ داخل حقائبهم وجيوبهم.وللأسف أن الكثير من الأسر تخلت عن واجباتها واهتمامها ورعايتها لأولادها.وبالتالي تخلت المدرسة المنوط بها التربية والتعليم عن دورها هي الأخري.وأذكر أننا في المدارس بداية من روضة الأطفال كانت المدرسة تتابعنا,وتفتش ملابسنا وتصفيف شعرنا وأظافرنا وأحذيتنا وجواربنا,وتعاقب علي أي تقصير وترسل لأولياء الأمور تقريرا بما تراه. وللأسف كل ذلك تغير وحلت محله الهرجلة والعشوائية.ولم يعد التلميذ يخضع لأي نوع من أنواع التوجيه.ولا يتم التفكير في تفتيش الحقائب وإخلائها من أي سلاح مهما صغر وعقاب من يخالف التعليمات.
والنتيجة هي تدهور مستوي التعليم وانتشار الغش والعنف وتخلي الأسرة والمدرسة عن التربية التي يجب أن تسبق التعليم.ونصرخ نحن يوميا بسبب التدهور في كل شئ.ونسأل أنفسنا ماذا ننتظر من شباب المستقبل ورجاله في بناء الوطن؟!