فتنة طائفية جديدة ونأمل أن تكون أخيرة… كم عدد الفتنات الطائفية؟… تعبنا من العد. في قرية الماريناب بإدفو بمحافظة أسوان انبثقت الفتنة الطائفية في هذه القرية كنيسة صغيرة كان المسيحيون يصلون فيها منذ عام 1940, ولأنها كنيسة قديمة فقد بدأت مبانيها تتشقق فتقدم المصلون والكهنة بتقديم طلب لترميمها وحصلوا علي كل الموافقات للبدء في الترميم, وقتها فقط ظهرت الاعتراضات علي الترميم بعد قيام بعض الشيوخ السلفيين بتحريض الناس علي منع ترميم الكنيسة وفي الجمعة التالية قام مجموعة من الغوغائيين بالتعدي علي الكنيسة وهدمها وإحراقها, ظل الاعتداء لمدة ثلاث ساعات ممتدة كما قيل إلي خمس ساعات, ولم تتحرك الحكومة أو أحد من المسئولين لوقف هذا الاعتداء الغاشم, وبدلا من أن تقوم السلطات بتنفيذ القانون وحماية الكنيسة, عقد مسئولون في الشرطة والجيش مجلسا عرفيا!! وكم من مجالس عرفية عقدت بعد كل فتنة طائفية أفسدت كل شئ, وفي هذا المجلس العرفي قام السلفيون بإملاء شروطهم علي خادم الكنيسة حتي يقبلوا شروطهم أن تظل الكنيسة بلا ميكروفون ولا قباب ولا صلبان. كيف تقوم كنيسة بلا صلبان والصليب هو رمز العقيدة المسيحية؟! وافق المسئولون من الشرطة والجيش, وأخطر خادم الكنيسة الموافقة حتي يتم ترميم الكنيسة, ورغم ذلك تم التحريض علي هدم الكنيسة كما أسلفنا, والتالي يثير السخرية. فجأة نفي المسئولون أنها كانت في هذا المكان كنيسة. إنها مضيفة والغريب أن الصحف بأنواعها عرضت الموضوع علي أن المبني كان مضيفا والسيد اللواء المحافظ أقر بأنها مضيفة ولم تكن كنيسة اختفت الكنيسة وابتلعتها الأرض؟! رأي جميع المسئولين ما حدث للكنيسة, وعلينا أن نكذب أعيننا ونصدقهم.
لقد ارتكبت جريمة هدم الكنيسة وحرقها فلماذا لم تتدخل خلال هذه المدة قوات الجيش أو الشرطة لحماية الكنيسة وهي بيت من بيوت الله؟! وتركوها تنهدم وتشتعل, وبعدها تم إنكار وجود كنيسة وببعدها أنكروا علي المسيحيين حقهم في الاحتجاج والاعتصام والدفاع عن حقوقهم المشروعة لقد تم تفريق الاعتصام بالعنف والضرب بل والقتل بقسوة غير مبررة, وسحل بعض الأفراد بشكل مهين للإنسانية, وهكذا أنكروا علي المسيحيين احتجاجهم واعتصامهم والاستماع إلي مطالبهم المشروعة. إنهم يرفضون المجلس العرفي, ويرفضون التصالح ويطالبون بإجراء القانون والقبض علي الجناة ومعاقبتهم بما يستحقون من عقاب, فلا يقبضون عليهم ثم بعد عدة أيام يفرجون عنهم دون أن ينالوا العقاب الرادع.