لا يفكر أحد من المسئولين في معاناة الناس والضغوط التي تفسد عليهم حياتهم, ألا يكفي ارتفاع الأسعار غير المبرر وغير المحتمل في كل السلع التي يحتاجها الفرد في حياته اليومية, فقد ارتفعت أسعار اللحوم إلي حد جعل محدودي الدخل غير قادر علي شرائها, وبالطبع ارتفع سعر الدجاج ومعه السمك والأرز والسكر والزيت ومعها بالطبع الخضروات والفاكهة بأنواعها واللبن وكل ما يحتاجونه الأطفال والكبار, وأصبحت الحياة صعبة علي الأسر محدودة الدخل, لا يكفي كل ذلك, وكان يجب أن يضاف إليه مشكلة الكهرباء, أصبحت المعاناة يومية انقطاع التيار في أي وقت من النهار أو الليل ويستمر الانقطاع ساعة أو ساعات لتعيش الأسرة محرومة من النور وما يتبعه من مشكلات فساد الطعام داخل الثلاجات, والحرمان من الماء المثلج, والحرمان من النوم في هذا الجو الخانق بعد تعطل المراوح والتكييف, والسخانات وكل الأجهزة التي تحتاج إلي الكهرباء, أما الأطفال الصغار عندما ينقطع التيار وتعم الظلمة يملأهم الخوف والذعر وعدم القدرة علي النوم والبكاء, وتظل الأسر في الظلام لا تدري متي تعود الحياة إلي طبيعتها ومتي تنتهي هذه المعاناة.
يحدث هذا داخل البيوت, أما خارجها فالمشكلات أكبر بعد أن أصبحت الشوارع تسبح في ظلام دامس, يخشي الكبير والصغير السير فيها ولا يعرف السائر ماذا سوف يلقاه في هذه الشوارع, يختفي الأمان تماما, ففي الشارع المظلم يمكن للفرد أن يتعرض للاعتداء والسرقة والعنف والتحرش والبلطجة, وقد طالب الكثيرون أن تلجأ وزارة الكهرباء والمحليات إلي إنارة عامود وإطفاء عامود كنوع من التوفير حتي يتحقق الأمان للسائرين والعائدين من أعمالهم في وقت متأخر بعد أن كانت تترك أعمدة النور مضاءة ليل نهار, ورغم المطالبة بذلك الحل الوسط لإنارة الشوارع لم يستجب المسئولون إلي تنفيذ ذلك لحماية أرواح الناس والتخفيف من المعاناة, فمتي تتم الاستجابة لهذا الاقتراح؟!.