أصبحنا لا نستطيع أن نلاحق الأحداث الطائفية والكتابة عنها. في الأسبوع الماضي كانت الفتنة الطائفية حول موضوع كاميليا شحاتة والمطالبة بالإفراج عنها. والدور الذي قام به السلفيون في التظاهر حول الكاتدرائية بالعباسية والاعتصام ورفض فض التظاهر إلا إذا ظهرت وتحدثت وكان الذين نادوا وأطلقوا هتافات بذيئة هم السلفيون ولم يفضوا الاعتصام حتي جاءت لهم الأوامر من الإسكندرية. والذين اعتبروا أنفسهم الحكام وألغوا دور الدولة وسيادة القانون. ولأنه لم يتخذ معهم أي إجراءات قانونية استمرأوا الأمر وكرروا التجمهر مرة أخري.
هذه المرأة سببت تجمهرهم حول كنيسة مارمينا في إمبابة وهو سبب عجيب تقول الرواية إن رجلا جاء من أسيوط حيث يقيم إلي القاهرة يبحث عن زوجته التي كانت مسيحية وأسلمت وتزوجها ثم هربت وجاءت إلي القاهرة وأن الكنيسة أخذتها وخبأتها. السبب بالطبع وجيه جدا رجل يبحث عن زوجته التي هربت منه رغم أنها أسلمت, وبتقصي الحقيقة تبين أن هذا الرجل سائق تزوج من هذه المرأة عرفيا رغم أنها كانت متزوجة بزوج مسيحي ومازالت.
والسؤال المنطقي ما دور كنيسة مارمينا بإمبابة؟ ويقال إن هناك من اقتحم الكنيسة يبحث عن هذه الزوجة التي أسلمت ولم يجدوها, ويقول آخرون إن أقاربها يسكنون في عدة منازل حول الكنيسة وأنها قد تكون اختبأت عند أحد منهم. والنتيجة كانت مدهشة في هذه المظاهرة السلفية حيق توفي 12 شهيدا وأصيب ما يقرب من 300 مصاب, وكأن كل هذا لا يكفي فقد تم الاعتداء علي عدة متاجر ونهب ما فيها وتحطيم مقهي ونهبه وحرق بيوت حول كنيسة مارمينا, وبالطبع كان الهدف الحقيقي هو التسلل إلي كنيسة السيدة العذراء داخل شارع ضيق وحرق الكنيسة بالكامل. وهكذا أصبح حرق الكنائس هدفا لابد من تحقيقه لكي تكتمل الفتنة الطائفية المتكررة.
وتنوعت الكتابات عن هذه الجريمة البشعة في جريدة واحدة, كتب البعض عما قام به السلفيون, وفي نفس الصفحة كتب آخرون أن السلفيين لم يكونوا متواجدين وأن من قاموا بالجريمة بعض البلطجية والمجرمين, وفي صفحة تالية من نفس الجريدة تم كتابة موضوعين مختلفين يفسرون ما حدث. ولا نستطيع أن نصدق إحدي الروايات ونكتب أخري ونصل إلي الحقيقية التي قد نعرضها من التحقيقات.
ننتظر نتائج التحقيق والعقاب الرادع ونلتمس رحمة الله.