منذ سنوات طويلة كان بناء كنيسة يحتاج إلي تقديم طلبات وانتظار سنوات وأخذ ورد إلي أن يتم الموافقة علي بناء الكنيسة أو رفض البناء لأسباب أمنية, وبعد بناء الكنيسة بعدة أسابيع يتم بناء مسجد بجوارها أو أمامها, وأصبح هذا التقليد مستمرا كلما تمكن المسيحيون من الحصول علي موافقة ببناء كنيسة, فبعد عدة أسابيع أو شهور قليلة يتم بناء مسجد بجوار الكنيسة أو أمامها. تكرر هذا الإجراء عشرات المرات, وتعود المسيحيون أن يروا جامعا تم بناؤه بشكل سريع بجوار الكنيسة الجديدة…وهكذا. وفي بعض الأحيان يتم بناء زاوية تخصص للصلاة وفوق الزاوية عمارة كبيرة تغطي علي الكنيسة وتصل إلي قبتها ولم يتعود أحد من المسيحيين الاعتراض علي بناء الجامع أو الزواية أمام الكنيسة أو بجوارها ففي أحد الشوارع القريبة وجدت عدة كنائس ثلاث أو أربع وكل كنيسة لطائفة من الطوائف, وكانت النتيجة بناء جامع بجوار كل كنيسة من الكنائس الموجودة في الشارع, ولم يتضايق أحد من هذا الأسلوب فكلا الكنيسة والجامع بيت من بيوت الله تقام فيه الصلاة والعبادة لله الواحد الذي يعبده المسيحي والمسلم.
ولكن الجديد هو ما حدث ويحدث من المتصورين أنفسهم حراس الحياة والموكل لهم اتخاذ القرارات أصبح وجود جامع إلي جوار كنيسة أو أمامها مبررا لرفض الكنيسة والمطالبة بغلقها درءا للفتنة وإيذاء نفوس المسلمين الذين يترددون علي الجامع المجاور لها. حدث ذلك مع كنيسة عين شمس الشرقية التي أمر وزير الداخلية بفتح الكنيسة المغلقة منذ عدة سنوات مع عدد آخر من الكنائس أغلقت أيام النظام السابق, ووعد المسئولون بفتحها تباعا, وكانت البداية كنيسة عين شمس الغربية. فقد كان من أسباب رفض فتح الكنيسة أن أمامها مسجد قريب جدا وأن عدد المسلمين في المنطقة كبير وأن وجود الكنيسة وأمامها الجامع يؤذي المشاعر ويؤدي لإحداث فتنة طائفية. وكما قرأنا وقف المسلمون ومعهم شخص لا نعرف هويته يحذر من خطر فتح الكنيسة ويهدد بأخطر العواقب إذا تم فتح الكنيسة وعلي المسئولين ألا يلوموا إلا أنفسهم وحماية للأمن ويجب أن تظل الكنيسة مغلقة وهذا هو القرار الوحيد الذي يضمن عدم حدوث الفتنة الطائفية. وبالفعل تم لهم ما أرادوا وظلت الكنيسة مغلقة وظل المسيحيون لايجدون مكانا لإقامة مشاعر الصلاة والعبادة.
هل يحق لنا أن نسأل ونتساءل عن سر وسبب بناء جامع بجوار أو أمام كل كنيسة يتم بناؤها-وهو الشئ لزوم الشئ- حتي لا تعكر الكنيسة مشاعر المترددين علي المسجد؟!