نزلت المرأة ميدان التحرير وشاركت في الثورة بنفس الحماس والشجاعة التي للشباب, ومنهن من استشهدن من أجل الثورة من أجل نجاحها وتحقيق أهدافها. وتحملت ما تعرضت له من اتهامات وتحرشات فهي في النهاية أنثي. وفجأة قرأنا في إحدي الجرائد أن المرأة المسلمة الصالحة أفضل من أي رجل علماني. وكان هذا التصريح اللافت للنظر ينبئ بأن هناك اتجاها جديدا للنظر للمرأة. أنه يمكن استخدامها وتجنيدها لخدمة الأهداف وتحقيقها بدلا من محاربتها والاستهانة بها والتقليل من شأنها. ولكن استخدامها لابد أن يكون بعيدا عن الأنظار في الخفاء ودون أن يشعر به أحد. ولذلك كان المكان المناسب بعيدا جدا في أعماق الريف. هناك المرأة بسيطة ومسالمة ويمكن استقطابها وإغراؤها بجهود منظمة ومكثفة ومستمرة من بعض التيارات السياسية ذات الأجندات الدينية العروض سخية والإغراءات تتضمن اختيار فتاة من أسرة فقيرة مقبلة علي الزواج وتقديم هدايا لها, كل الأجهزة الكهربائية لاحتياجات الزواج. من يرفض هدايا هكذا؟!! من تجرؤ أن ترفض هذا العرض السخي والمغري؟
والآن السؤال الذي يحتاج إلي إجابة صادقة وشافية. ما معني هذه العروض السخية وما الهدف منها هل هي رغبة في مساعدة الفقراء والذين لاسند لهم؟ هل هي هبات لوجه الله؟ أم هي نوع من الرشوة المقنعة لحصر مقاعد مجلسي الشعب والشوري وتحقيق الأهداف السياسية المرجوة. أم هي نوع من الفساد والإفساد ومحاولة تحقيق حصر الأصوات بكل شكل وبكل طريقة. وهل الهدف يبرر الوسيلة؟
إن مصر تحتاج إلي الصدق والأمانة والاستقامة. ولا تتحمل أساليب الغش وتزييف الانتخابات وشراء الأصوات وتكرار ماحدث مع الحزب الوطني؟ لابد أن تتفتح العيون وتنتبه لكل ما يمكن أن يحدث في الانتخابات القادمة لمجلسي الشعب والشوري إذا كنا نريد لبلادنا الخير والسلامة والاستقرار للوصل إلي دولة ديموقراطية مدنية قوية.