كنا فيما سبق وبالأخص في شهر أبريل الماضي, قد أثرنا موضوعا خاصا عن حملات التطعيم ضد شلل الأطفال وباختصار علمنا أن تلك الحملات تأتي في جرعتين وقائيتين للأطفال دون الخامسة, أولهما في مايو, ومضي شهر مايون دون أن نجد أبوابنا تقرع من قبل فرق التطعيم-والجرعة الثانية في شهر نوفمبر- وهو قادم وسننتطر ماسيحدث-وما علمناه أن الدكتور عمرو قنديل مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية إن الحملات القومية لمكافحة شلل الأطفال تأتي إلي جانب التطعيمات الثابتة التي يتناولها الأطفال 6مرات منذ ولادتهم حتي بلوغهم عمر 18 شهرا, ويسري ذلك علي كل أطفال مصر في هذه السن, وأن آخر حالة شلل أطفال تم تسجيلها في مصر كانت في مايو 2004, ومنذ ذلك التاريخ لم تظهر حالة في مصر, لذا تم إعلان مصر في مارس2006, كدولة خالية من المرض, ونحن نأمل أن تستمر مصر هكذا خالية من ذلك المرض اللعين.
ابتسام فيليب وأم لثلاثة أطفال منهم اثنان دون الخامسة, في حالة من القلق والخوف علي أبنائها في حالة إصابتهم بهذا المرض, وتقول ليس من الضروري أن يمروا هم علي الأبواب كفرق طبية, بل يمكن توفير الأمصال في الوحدات الصحية, وسنذهب نحن كأمهات لتطعيم أبنائنا, حتي نطمئن.
هدي عزيز أم لطفلين, تسأل حائرة لماذا لم تصدر وزارة الصحة أي بيانات عن حملات شلل الأطفال التي كانت تحت رعاية سوزان مبارك لكي توضح ما مصيرها, هل انتهت برحيل من ترعاها, أم أنها مستمرة.
من ناحية أخري يقول د.جمال الزيني عضو مجلس الشعب الأسبق بلجنة الصحة, إنه حسب إعلان منظمة الصحة العالمية فإن مصر خالية من مرض شلل الأطفال. وأن التطعيمات الموجودة حاليا بالوحدات الصحية للأطفال حتي عمر18شهرا كافية, إلا أنه يجب علي وزارة الصحة توضيح موقفها, وأن تصدر بيانا رسميا لتطمئن الجميع علي أطفالهم, لأنها الآن في موقف غامض, فلايجب أن يكون هناك شبهة تفريط في صحة أبنائنا.
وكان علي أنا كأم أيضا أن أسعي لأجد أي بدائل للحفاظ علي صحة أبنائي, ولعل تجربتي الشخصية تفيدك حيث قمت بالاتصال بهيئة المصل واللقاح للاستفسار إن كان يوجد تطعيمات شلل الأطفال وبالفعل أجابوني بوجود ذلك الطعم المتوفر بـ32 جنيها مصريا, ومع أن هذا ليس الحل لتلك المشكلة الكبيرة, حيث هناك العديد من الأسر في مصر لاتستطيع تحمل تلك المصاريف الزائدة, خاصة في ظل وجود أكثر من طفل, إلا أنها يمكن أن تكون حلا مؤقتا, حتي توضح لنا وزارة الصحة الموقف تحديدا ونحن في الانتظار.
ويوضح الدكتور أيمن أميل إسكندر أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة واستشاري مناظير الجهاز الهضمي بمستشفي أبو الريش لابد أن تعطي الجرعات الوقائية حتي وإن اختفي المرض في مصر, فحسب تقارير منظمة الصحة العالمية إذا بقي طفل واحد مصاب بفيروس شلل الأطفال يصبح أطفال جميع البلدان معرضين لخطر الإصابة بالمرض. ففي الفترة الممتدة بين عامي 2009 و2010 شهدت 23 بلدا كانت فيما مضي خالية من شلل الأطفال عودة ظهور المرض فيها جراء وفود الفيروس إليها.
الجدير بالذكر أنه في عام2010 لم يعد شلل الأطفال يتوطن إلا أربعة بلدان في العالم, بعدما كان يتوطن أكثر من 125 بلدا في عام1988 والبلدان الأربعة التي لايزال المرض يتوطنها هي أفغانستان والهند ونيجيريا وباكستان.