عندما نتابع نشاط الإخوان المسلمين منذ 80عاما وحتي الآن نلاحظ أنهم تعرضوا للقمع من مختلف الأنظمة الحاكمة علي اختلاف توجهاتها لسبب واضح وهو أن هذه الجماعة كرست جهودها للوصول إلي الحكم تحت شعار ##الدعوة## من خلال العمل السياسي والميليشيات.
عندما نتابع نشاط الإخوان المسلمين منذ 80عاما وحتي الآن نلاحظ أنهم تعرضوا للقمع من مختلف الأنظمة الحاكمة علي اختلاف توجهاتها لسبب واضح وهو أن هذه الجماعة كرست جهودها للوصول إلي الحكم تحت شعار ##الدعوة## من خلال العمل السياسي والميليشيات.
والجديد في المرحلة الحالية أن المواجهة الآن لم تعد مع الحكومات ولكنها مع الشعب نفسه ولأول مرة.. لماذا؟
يجد المواطن المصري البسيط والبعيد عن الثقافة الرفيعة أن توجهات هذه الجماعة تسير عكس التاريخ الإنساني الذي وصل إلي الديموقراطية بعد تجارب طويلة دامية وثورات عديدة منها الثورة علي الإقطاع بعد نمو المجتمعات الصناعية التي فجرت تقاليد مجتمعية جديدة استلزمت اندثار تقاليد الإقطاع, ومنها الثورة علي الكنيسة التي وصل بها الاستبداد إلي بيع صكوك الغفران لدخول الجنة, ومنها الثورة الفرنسية التي قضت علي ديكتاتورية الملكية.
بعد هذا التطور الهائل للبشرية لم يعد ممكنا السباحة ضد التيار حتي أن النظام الملكي الياباني الذي كان يقدس الملوك كآلهة قضي عليه في نهاية الحرب العالمية الثانية ونزل الإمبراطور من عليائه وقدسيته إلي الأرض, ومنها النظام الشيوعي في دول كبيرة ضخمة مثل روسيا والصين أجبرها التطور التاريخي إلي التحول نحو الديموقراطية بدرجات متفاوتة ولايزال.
الخلاصة أن التحولات إلي الديموقراطية مسار حتمي ولم يعد من الممكن العودة إلي نظم يكون الحاكم فيها هو الذي يملك مفاتيح الجنة وهو الذي يمنح صكوك الغفران.
الطريق في مصر إلي الديموقراطية شاق.. وأعتقد شخصيا أنه ملئ بالتضحيات.. وأثق أننا سنصل إلي الضوء في آخر النفق. العودة إلي الماضي ضد مسار التاريخ.