عام سعيد علي مصر وشعب مصر فالعيد الكبير يطرق الأبواب, وتداعت ذكريات ثمانين عاما علي ذاكرتي.
توفي أبي وكنت في العاشرة من عمري ولا أزال أتذكر خروف العيد, كان والدي يحرص علي فدو العيد فيشتري
عام سعيد علي مصر وشعب مصر فالعيد الكبير يطرق الأبواب, وتداعت ذكريات ثمانين عاما علي ذاكرتي.
توفي أبي وكنت في العاشرة من عمري ولا أزال أتذكر خروف العيد, كان والدي يحرص علي فدو العيد فيشتري خروفا ويظل يعلفه بالبرسيم لمدة أسبوع, وأتذكر جيدا أنه يوم ذبح الخروف كان يختفي في حجرة داخلية في الشقة في حي السيدة زينب ولا يقترب نهائيا من الحمام حيث يتم الذبح علي يدي جزار متخصص, وأتذكر أنني في آخر عيد قبل وفاته وفي الحجرة البعيدة والجزار في مهمته رأيت في عينيه دموعا تسيل.. لماذا كان يبكي؟.. لا أدري حتي اليوم, ولكن الذي كنت ألاحظه في حياتنا العائلية في غير الأعياد, أنه لم يتجرأ يوما علي ذبح دجاجة فقد كانت هذه المهمة من بين واجبات أمي العائلية فهي التي تتولي ذبح الطيور في غيبة والدي.
الغريب أنني ورثت هذا الضعف من والدي فلا علاقة لي طوال حياتي بذبح الطيور والمواشي, وكلفت يوما في مجلة المصور بأن أسجل تحقيقا صحفيا مصورا عن المذبح في حي السيدة زينب, ورأيت هناك الطرق المختلفة لعملية الذبح, رأيت ذبح الماشية, ورأيت كيف تنحر الجمال وذلك بطعنها وهي واقفة في نهاية عنقها, ورأيت الخنازير عندما يتم شق رقبتها بالطول من بداية الرقبة إلي بداية الصدر, ورأيت قتل الطيور في إيطاليا وإعدادها للطهي, رأيتهم هناك يضعون رؤوسها في الماء حتي تختنق.
نشأت وأنا أعطف علي الطيور وأحب الحيوانات.. وأكره القتل والدماء.
صفوت عبدالحليم