شقاوة الأطفال تثير انزعاج الكبار وأحيانا ضيقهم… إلا شقاوة الأحفاد فهي تلقي حفاوة وترحيبا من الأجداد مهما كانت مزعجة.
حفيدتي عمرها ست سنوات ونصف وتتمتع بشقاوة الصبيان, وهي تكرس معظم شقاوتها علي شخصي بسبب ضعف إرادتي وقلة حيلتي معها. وفي هذه المرحلة من عمرها تهوي إخفاء حاجاتي ووضعها في أماكن لا تخطر علي البال.
منذ أسابيع اختفي الريموت كنترول الخاص بالتليفزيون, وسألناها عن مكانه فأنكرت معرفتها غير أن زوجتي بادرت بإجراء مكالمة تليفونية لإحدي قريباتها وسألتها حفيدك عندما يخبئ الروموت فأين يضعه؟ بعدها ذهبت زوجتي إلي غسالة الملابس وعادت ومعها الجهاز.
بعد هذا المقلب ضاعت محفظة نقودي ومارست الخبث مع حفيدتي حتي اعترفت بأنها وضعتها في الديب فريزر… ووجدتها علي الرف فوق المأكولات عبارة عن قطعة من الجلد المجمد.
بعد أيام زارنا قريب لنا وهو يحمل جهاز المحمول الخاص بي وقال مندهشا لماذا تضعون المحمول علي المشاية التي أمام الباب؟ فانفجرنا في الضحك فنحن نعرف السر.
وآخر مقالب حفيدتي في اليوم الذي أكتب فيه هذه الكلمات… ذهبت هي إلي المدرسة وبدأت أنا أستعد للنزول إلي العمل, وأخذ البيت كله يبحث عن النظارتين الطبيتين اللتين لا أستغني عنهما فواحدة للقراءة والأخري لرؤية الطريق, فأدركنا علي الفور السر وراء ضياعهما. اتصلت تليفونيا بالمدرسة وشرحت للمشرفة الورطة التي وقعت فيها فأحضرت حفيدتي من الفصل وناولتها سماعة التليفون فسألتها عن مكانهما وسمعت ضحكها هي والمدرسة وقالت هو أنت عاوزهم ضروري يا جدو؟ توسلت إليها… نعم توسلت… قالت تجدهما تحت علبة مناديل الورق في حجرة نومي.
حفيدتي تلعب معي لعبة القط والفأر… وأنا سعيد جدا معها بأنني مجرد فأر.