+صديق:-
أجاب يوحنا وقال لايقدر إنسان أن يأخذ شيئا إن لم يكن قد أعطي من السماء أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت لست أنا المسيح بل إني مرسل أمامه من له العروس فهو العريس وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس إذا فرحي هذا قد كمل ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص(يو3:27-30) ما أجملها كلمات نطق بها المعمدان شاهدا أنه صديق المسيح ولم يكن هو المسيح, نعم إنه صديق مخلص لم يأخذ ما ليس له بل أعتز بأن يكون صديقا أمينا للعريس الذي جاء من أجل عروسه وهي الكنيسة أي جماعة المؤمنين إنها صداقة مبنية علي الحب الذي جعل الصديق يركض بابتهاج وهو في بطن أمه ثم تربي بين أحضان الحب الإلهي فهو كتلة من الحب الخالص والأمين فأحب الله وأحب الشعب وأحب الخدمة المبنية علي الحب الذي تكلم عنه القديس يوحنا قائلا أيها الأحياء إن كان الله قد أحبنا هكذا ينبغي لنا أيضا أن يحب بعضنا بعضا. الله لم ينظره أحد قط إن أحب بعضنا بعضا فالله يثبت فينا ومحبته قد تكملت فينا. بهذا نعرف أننا نثبت فيه وهو فينا إنه قد أعطانا من روحه. ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصا للعالم. من اعترف أن يسوع هو ابن الله فالله يثبت فيه وهو في الله(1يو4:11-15) لقد كان صديقا أمينا ومتواضعا وشجاعا حاملا رأسه علي يديه من أجل كلمة الحق ومن أجل إعداد الطريق أمام الرب قال عنه النبيصوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب قوموا في القفر سبيلا لإلهنا(إش40:3).
+وطريق:-
الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع. ما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس أحد يقبلها. ومن قبل شهادته فقد ختم أن الله صادق(يو3:31-33) أنه طريق التوبة والخلاص الذي به يصل الإنسان إلي رتبته الأولي مرة أخري إنه طريق الحياة الأبدية يحتاج من البشر أن يثقوا في الآتي من السماء وفي الصديق الذي ينادي به لكي يدخلوا إلي الأقداس كما يقول الرسولفإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلي الأقداس بدم يسوع. طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب أي جسده وكاهن عظيم علي بيت الله لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي لنتمسك بإقرار الرجاء راسخا لأن الذي وعد هو أمين ولنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض علي المحبة والأعمال الحسنة غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضا وبالأكثر علي قدر ما ترون اليوم يقرب(عب10:19-25) إنه طريق واحد لا ثاني له طريق الحب الإلهي اشتهي صاحب المزمور أن يجوز فيه فقالعلمني يارب طريقك أسلك في حقك وحد قلبي لخوف اسمك(مز86:11) لهذا كان الطريق هو محور حديث المخلص مع التلاميذ كما وردوتعلمون حيث أنا أذهب وتعلمون الطريق قال له توما ياسيد لسنا نعلم أين نذهب, فكيف نقدر أن نعرف الطريق قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلي الأب الابن(14:4-6).
وهدية:-
لأن الذي أرسله الله يتكلم كلام الله لأنه ليس بكيل يعطي الله الروح الآب يحب الابن وقد دفع كل شئ في يده الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله(يو3:34-36) يقول قائل أن الهدية من قيمة مهديها فهي قيمتها غالية جدا لاتقدر بمال لأنها دم ابن الله المدفوع عنا كهدية حب من الله كما قال الكتابلأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية(يو16:3) فهذه الهدية العظيمة نحصل عليها بالإيمان والثقة في من أتي وخلصنا وبالعمل بوصاياه كما يقول الرسول بولس فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة لأنكم تحتاجون إلي الصبر حتي إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد لأنه بعد قليل جدا سيأتي الآتي ولايبطئ. وأما البار فبالإيمان يحيا وأن ارتد لا تسر به نفسي وأما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الإيمان لاقتناء النفس(عب10:35-39) فشكرا للآب الذي أعطانا ابنه الذي بذل ذاته من أجلنا معطيا دمه هدية لكل إنسان يؤمن به حقا إنها هدية يعجز اللسان عن وصفها وعن دفع قيمتها فهي هدية الحياة الحقيقية التي تنتظر كل مؤمن عرف طريق الخلاص وتاب واعتمد وصار فيه كما يقول الكتابفقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم علي اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس لأن الموعد هو لكم ولإولادكم ولكل الذين علي بعد كل من يدعوه الرب إلهنا(أع2:38-39) حقا ما أعظمه صديق وما أجمله طريق في نهايته هدية الحياة الأبدية.
وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع أعمي تعبان…ومجتمع غلطان….ونعمة الإيمان.
[email protected]