+ البحث المرغوب :- ##فلما رأي الجمع أن يسوع ليس هو هناك و لا تلاميذه دخلوا هم أيضا السفن وجاءوا إلي كفر ناحوم يطلبون يسوع. و لما وجدوه في عبر البحر قالوا له يا معلم متي صرت هنا## (يو6: 24- 25). لعل هؤلاء الذين بحثوا عن يسوع قد أعطونا درسا في البحث عن الراحة الحقيقية والشبع الروحي والأمان الحقيقي, فهم نموذج حي للباحثين عن الحق والمشتاقين لرؤية مجد الله كانا منهم أندراوس أخو سمعان الذي كان معه واحد آخر وسمعا يوحنا المعمدان يشهد له أنه حمل الله الذي يرفع خطية العالم. فيقول لنا الكتاب عنهما: ##فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع. فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما: ماذا تطلبان؟ فقالا: ربي, الذي تفسيره يا معلم أين تمكث؟ فقال لهما تعاليا وأنظرا, فأتيا و نظرا أين كان يمكث, و مكثا عنده ذلك اليوم و كان نحو الساعة العاشرة. كان أندراوس أخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه. هذا وجد أولا أخاه سمعان فقال له: قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح## (يو1: 37- 41). وما أجمل مشاعر ذلك العشار الذي ترك مكان جبايته صاعدا فوق الجميزة باحثا عن يسوع وقال عنه الكتاب: ##وإذا رجل اسمه زكا و هو رئيس للعشارين و كان غنيا. و طلب أن يري يسوع من هو ولم يقدر من الجمع لأنه كان قصير القامة## (لو19: 2- 3). حقآ إنها عينات تختلف تماما عن اؤلئك الذين بحثوا عن العالم وشهواته وأضاعوا فرصة خلاصهم من الآلام والمتاعب وحفروا لأنفسهم آبارا مشققة لا تضبط ماء. فياليتنا نبحث عن مصدر راحتنا.
+ يسوع المطلوب:- ##أجابهم يسوع وقال: الحق الحق أقول لكم أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم## (يو6: 26). وضع السيد له المجد أمام الجموع الذين خرجوا باحثين عنه سؤالا في غاية الأهمية وهو من هو يسوع في نظري؟ هل هو صاحب المجد القادر أن يصنع الآيات والعجائب وبالتالي يستطيع أن يغيرني ويشبعني روحيا ويهديني إلي سبل البر ويخلصني أم هو يسوع صاحب المطعم والمخبز الذي يشبع البطون وكفي!! فإن كان هو بالنسبة للجموع الإله والمخلص الفادي وفي الجلوس معه شبعوا روحيا. هنا يوجه القديس بطرس هذا الفريق قائلا: ##فأنتم أيها الأحباء إذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من أن تنقادوا بضلال الأردياء فتسقطوا من ثباتكم. ولكن انموا في النعمة و في معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلي يوم الدهر آمين## (2بط3: 17- 18) وهنا كان زكا محقا في أن يري يسوع المخلص واستجاب له يسوع وقال له: أسرع وانزل وفي بيته حصل علي البركة الخلاصية من يسوع المطلوب وخرج زكا مع جماعة الهاتفين للرب في المزمور الذي يقول: ##عظيمة هي أعمال الرب مطلوبة لكل المسرورين بها## (مز111: 2). عاملا بما قاله النبي: ##اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه و هو قريب## (إش55: 6) فهلما يا عزيزي نطلب يسوع الملك والمخلص وواهب الحياة الأبدية وكل أمور الحياة تتيسر لنا في وجوده معنا كما قال: ##اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم## (لو12: 31).
+ ورد من المحبوب :- ## اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان لأن هذا الله الآب قد ختمه## (يو27: 6). إنه رد علي ما يدور في القلوب وليس الألسنة, فاللسان عبر وقال: أين تمكث؟ أما القلب فكان يبحث عن طعام العالم الفاني والزائل, لذلك رد عليهم بنصيحة أبوية معبرة أنه يجب أن نبحث ونهتم بكل ما هو باقي ودائم فهكذا تعلمنا الكنيسة في كل قداس قائلة بما جاء في الكتاب:##لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم لأن العالم يزول وشهوته معه##. ومن المحبة الصادقة التي رد بها السيد علي من اجتهدوا في البحث عنه وجه نظرهم إلي ما هو أفضل والذي يقود للحياة الأبدية ألا وهو الطعام الباقي إذ قال عن نفسه: ##أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلي الأبد و الخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم## (يو6: 51). انظر عزيزي القاريء مقدار المحبة التي أحبنا بها المخلص, إذ قال يسوع: ##الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم من يأكل جسدي و يشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير لأن جسدي مأكل حق و دمي مشرب حق من يأكل جسدي و يشرب دمي يثبت في وأنا فيه## (يو6: 53- 56). فنعم الرد الذي أشار فيه المخلص إلي بذل ذاته من أجل الجميع إذ أن إرادته أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون.. فشكرا لمن بحث عن الحق ومرحبا بمن طلب المخلص وابتهاجا برد من أثلج قلوبنا بنعمته المحيية. وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع نظرة ربانية.. وقدرة بشرية.. ونعمة روحية.
[email protected]
طامية – فيوم