+ أب وعطية: وقال إنسان كان له ابنان فقال أصغرهما لأبيه يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال فقسم لهما معيشته لو15:11-12, إنها إشارة إلي الأب السماوي الذي لا يبخل علينا بنعمته وعطاياه الجزيلة فهو الذي قيل عنه في الكتاب المقدس أنه يعطي الجميع بسخاء ولا يعير يع1:5 نعم إنه يعطيني كل الاحتياجات الروحية والجسدية عندما نطلب منه بثقة الابن الذي يطلب من أبيه فالأب أعطي ويجب علي الآخذ أن يقدر العطية ويحافظ عليها علي الأقل يكفي أنها من أب أعطي بسخاء وعنده العطاء مغبوط كما يقول الكتاب مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ أع 20:35 أكيد أنها عطية ثمينة تتناسب مع قيمة العاطي المحب الذي يغلب عليه حنان الأبوة والرحمة فكم من عطايا مباركة يعطي لنا وكم من بركات يمنحها الآب العاطي لأولاده علي سبيل المثال وليس الحصر فأسرار الكنيسة عطية نتمتع بها وكلمة الرب عطية نتمتع بها والعضوية الأسرية الكنسية نعمة ممكن نتمتع بها أيضا ولكن عجبي علي هذا الابن الذي استغل أباه المعطاء وطلب وأخذ وخرج عن دائرة الأبوة وذهب إلي كورة بعيدة قال عن هذا النوع الكتاب يحلو الاستعطاء في فم الوقح وفي جوفه نار تتقد سيراخ40:32 إنه الأب المعطي وبدون أن يقيدنا تاركا لنا الحرية ميراثا.
+ واستغلال للحرية: وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شئ وسافر إلي كورة بعيدة وهناك بذر ماله يعيش مسرفا فلما أنفق كل شئ حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدأ يحتاج لو15:13-14 في استغلال سيئ لمبدأ الحرية انتهز عدو الخير فرصة الابن الذي أخذ ما له من الميراث وخرج به عن دائرة الدفئ الأسري تحت شعار أنا حر وهناك في كورة بعيدة عاش الابن حرية العالم التي في ظاهرها حرية وفي حقيقتها مربوط بقيود إبليس الذي عراه من ثوب النعمة وجعله يجوع ويحتاج إلي الخبز ولم يستطع أن يحصل حتي علي الخرنوب التي كانت تأكله الخنازير وبعد أن كان أميرا في مملكة أبيه جلس علي الأرض في وسط الخنازير نعم إنه استغلال خاطئ لمفهوم الحرية يجعل الإنسان يضيع في وسط ظلام العالم ويجلس مقهورا علي ماض كريم كان يعيشه في بيت أبيه لقد أوهمه إبليس بالحرية كما يقول الرسول واعدين إياهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد الفساد لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضا 2بط2:19 ويوضح أكثر فيقول كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد الله 1بط2:16 لذلك يقول الرسول بولس محذرا فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة غير أنه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل للمحبة اخدموا بعضكم بعضا غل5:13.
+ وتوبة حقيقية: فرجع إلي نفسه وقال كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعا أقوم وأذهب إلي أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلي السماء وقدامك وليس مستحقا بعد أن أدعي لك ابنا اجعلني كأحد أجرائك فقام وجاء إلي أبيه لو15:17-20. إنها توبة مبنية علي أساس الرجوع إلي النفس والاعتراف بالخطأ والشعور بالاحتياج السماوي الذي يعطي الجميع حبا وبسخاء. لقد تحول الابن الضال نموذجا للابن الشاطر الذي اتخذ قرار الرجوع وبدون تردد وكان صوت الرب يهمس في أذنيه ويقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص 2كو6:2 ما أجملها لحظات كانت السماء تنتظرها بفرح وهي رجوع الخاطئ عن طريق ضلاله لذا كان الأب مستعدا وفاتحا أحضانه مستقبلا ابنه وهو مرتم أمام عبيده قائلا أخرجوا الحلة الأولي وألبسوه واجعلوا خاتما في يده وحذاء في رجليه وقدموا العجل المسن واذبحوه فنأكل ونفرح لأن ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد فابتدأوا يفرحون لو15:22-24 حقا إنها توبة حقيقية قبله الأب وتحنن ووقع علي عنقه وقبلته السماء وفرحت فالتوبة هي سر فرح الجميع أكيد رنم الابن الشاطر مع المزمور قائلا أعظمك يارب لأنك انتشلتني ولم تشمت بي أعدائي مز30:1 وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع بئر وراع… وامرأة ومساع… وإيمان جماعي.
[email protected]
طامية-الفيوم