+مديح:-
وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له طوبي للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهمالو11:27 لقد مدحت هذه المرأة السيد من قلبها الذي امتلأ بالإيمان الصادق ومن مشاعرها التي أحست بنعمة الابن الوحيد في حياتها وتأكيدا لكل هذا عبرت بهذه الكلمات الصادقة إنه مديح يجمع بين أطرافه التعظيم والتكريم لمعلمنا ولأمه السيدة العذراء التي ترنمت في بيت أليصابات قائلةهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنيلو1:48وأيضا يعبر عن شكر واجب نحو أقنوم الابن الذي جاء ليرفعنا من الفكر الأرضي إلي الاتحاد السماوي نعم إنها مدحت الأم من أجل الابن تحقيقا لقول الكتابيقوم أولادها ويطوبونها وزوجها أيضا فيمدحهاأم31:28 رفعت المرأة صوتها لأنها وجدت من يقهر الفكر المظلم بأقواله المنيرة ومحبته الفائقة وحكمته السماوية ليتحقق ما قيل في ابن سيراخكثيرون يمدحون حكمته وهي لا تمحي إلي الأبدسيراخ 39:12 أكيد أنه مديح صادق ولكنه احتاج إلي تصليح علي ضوء نعمة العهد الجديد التي جاء الابن ليغرس جذورها بين البشر وقال عنه الرسوللمدح مجد نعمته التي انعم بها علينا في المحبوبأف1:6.
+وتصليح:-
مدحت المرأة السيد وأمه ولكنه رد التحية بمثلها مع وضع قاعدة هامة لمن يستحق التحية قائلابل طوبي للذين يسمعون كلام الله ويحفظونهلو11:28 لقد حول مخلصنا الكلام إلي عمل وحول الحوار إلي أعضاء الجسد الواحد بما فيهم أمه العذراء نعم إنه الرأس لجسد الكنيسة الواحد هذه التي أشار إليها الكتاب قائلاإن المسيح أيضا رأس الكنيسة وهو مخلص الجسدأف5:23 ارتقي السيد بسلوك المدح والمحبة من الكلام إلي العمل كما يقول القديس يوحنايا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق.وبهذا نعرف أننا من الحق ونسكن قلوبنا قدامه1يو3:18-19 ابتعد السيد بسفينة العهد الجديد من شاطئ الناموس إلي عمق المحبة والبركة لكي ينال الإنسان أجرة كل ما يفعل ولاسيما الأعمال الحسنة التي تؤكد محبتنا لله وعمل الروح القدس فينا كما يقول الكتابمن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه وبهذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذي أعطانا1يو3:24شكرا لمن أحبنا فضلا الذي جاء إلي عالمنا لإصلاح فكرنا الأرضي وبنعمته يكون لنا نصيب في ملكوته.
+وتوضيح:-
وفيما كان الجموع مزدحمين ابتداء يقول هذا الجيل شرير يطلب آية ولا تعطي له آية إلا آية يونان النبي لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوي كذلك يكون ابن الإنسان أيضا لهذا الجيل ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان وهوذا أعظم من سليمان ههنا….لو11:29-31 بعد قبول مخلصنا لتحية تلك المرأة وتصليح مفهوم الحديث وانتقاله به إلي مفهوم العهد الجديد أراد أن يوضح لأصحاب العقول المظلمة والعيون التي لا تبصر أنه المخلص الذي جاء ليصلح الأفكار وينير القلوب بنعمته أنه جاء ليخلص ما قد هلك فهو أعظم من يونان الذي دخل بطن الحوت ثلاثة أيام وخرج حيا وآمن أهل نينوي برسالته وتابوا وأنه أعظم من سليمان في حكمته ومعاملاته ثم استرسل السيد في كلامه موضحا أنه هو النور الذي جاء لينير لكل إنسان ويريد أن نوره يدخل القلوب ليقودها إلي الأبدية كما قالانظر إذا لئلا يكون النور الذي فيك ظلمة فإن كان جسدك كله نيرا ليس فيه جزء مظلم يكون نيرا كله كما حينما يضيء لك السراج بلمعانهلو11:35-36 حقا إنها نعمة عظيمة وتصليح في محله وتوضيح أمين وإلي اللقاء في عظة الأحد القادم مع رسالة سماوية…وفتنة طائفية…ونعمة أبدية.
Elkomos_ [email protected]