+بداية كرازية:-
كانت كلمة الله علي يوحنا بن زكريا في البرية فجاء إلي جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايالو3:2-3لم يرسل الرب الأنبياء إلي العالم لكي ينشروا تعليما دنيويا أو مبادئ شخصية إنما لكي يمهدوا ويكرزوا بالخلاص الآتي, وكما قال أحد علماء الكتاب المقدس إن كل كلمة وكل سطر في الكتاب لابد أن يكون حاملا لنا رسالة خاصة بالخلاص المعد لنا ولذا كانت بداية المعمدان كرازية من أجل إعداد القلوب النقية التائهة التي تكون علي مستوي قبول الخلاص…لم يهتم المعمدان بزواج أو جمع مال أو ترقب سلطان عالمي أنما كانت مهمته الكرازة بالمخلص الآتي الذي سيقودنا في مسيرة الخلاص والتي أشادت به الكنعانية قائلةطوبي للبطن الذي حملتك والثديين اللذين رضعتهما أما هو فقال بل طوبي للذين يسمعون كلام الله ويحفظونهلو11:27-28لم يفرح يوحنا أو المخلص في بداية الكرازة بمديح الناس لهما أو بإعجاب وثناء عليهما أنما كان الشاغل الأول لهما أن المعمدان يعد القلوب للتوبة والسيد يغرس كلمة الله التي تقود إلي الخلاص وقبول معمودية الروح القدس فهذا هو سر قوة البداية الكرازية القوية.
+وقوة إلهية:-
وكما هو مكتوب في سفر أقوال إشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة كل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة ويبصر كل بشر خلاص اللهلو3:4-6المعمدان الذي سجد للسيد وهو في بطن أمه ممتلئا بالروح ويوحنا الذي تربي في البرية إلي أن ظهر في الوقت المناسب ليكرز أكيد تسانده قوة إلهيه عجيبة كما قال عنه الكتاب عند ولادتهوكانت يد الرب معهلو1:66وأيضاأما الصبي فكان ينمو ويتقوي بالروح وكان في البراري إلي يوم ظهوره لإسرائيللو1:80وهذه القوة نفسها التي جعلته لا يخاف أو يهاب أحدا وجعلته ينطق بروح الاتضاع والانسحاق شاهدا للمخلص قائلا:أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوي مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونارلو3:16هذه القوة الإلهية جعلت من المعمدان صوت الحق الصارخ في برية العالم وأمام الملوك لا يهاب حتي ولو كان الثمن قطع رأسه.
+وشهادة نبوية:-
الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلي مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفألو3:18لقد شهد الكتاب المقدس في كل صفحاته علي لسان كل نبي سطر لنا أقوال وحي أو أحداث تاريخ أن الذي سيأتي أمامه المعمدان هو المخلص والفادي والإله الذي ظهر في الجسد.. إنها رسالة نبوية حملها الأنبياء كان آخرهم المعمدان الذي شهد بصريح الكلام أن المسيح قادم وعندما نظره من بعيد صرخ أمام الجموع شاهدا أنه حمل الله كما قال الكتاب:وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا إليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم هذا الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي…أني رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه…أنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن اللهيو1:29-34نعم فالسيد وحده الذي يستطيع أن يجمع ويفرز وينقي ويحمل خطايانا ويعطي كل واحد علي حسب أعماله كما قيل بالكتابإنه سيجازي كل واحد حسب أعمالهرو2:6فهنيئا للكارز والكرازة القوية بنعمة الله وشكرا للأنبياء وما سطروه شهادة للحق الإلهي.وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع لقاء العظماء…وفكر الغرباء…وعطاء السماء.
[email protected]
طامية-فيوم