يامريم…
* من أجمل الكلمات ذات الخصوصية,وأعذبها لحنا والتي ترددت أصداؤها في الأرض والسماء عقب حدث يوم القيامة المجيد,تلك التي حملت دعوة بفم رب المجد لثلاث شخصيات ناداها الرب بأسمائها…وكأن للرب الإله حديثا خاصا مع البشرية من خلال نداءاته لهذه النماذج الثلاثة التي هي موضع لاهتمامه ولرعايته الكاملة وافتقاده الرعوي الأبوي الخاص,وجميعها التقت في إنجيل البشير يوحنا الحبيب من حيث تناوله للجانب الإلهي لحياة الرب يسوع وهو يعالج بنفسه ضعفات البشر باقترابه منهم إضافة إلي سقطاتهم وأوجاعهم وإن كانت الأناجيل الأخري تروي نفس الأحداث من جوانب أخري…والنماذج الثلاثة التي ناداها الرب بأسمائها علي التوالي…
* مريم المجدلية في البستان والتي حملت بشري قيامة رب المجد وشهد لها يوحنا الإنجيلي في الأصحاح 20:11-16 بالقول: أما مريم فكانت واقفة عند القبر تبكي وانحنت لتري ملاكين بثياب بيض -وفيما يبدو أن أتباع يسوع اعتادوا رؤية الملائكةفي ذلك الزمان تخدم الرب فلم تخاف- بل قالت لهما إنهما أخذوا (تقصد اليهود) سيدي ولست أعلم أين وضعوه ولما قالت هذا التفتت إلي الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم أنه يسوع فقال لها يسوع يا امرأة (يا بنيتي) لماذا تبكين من تطلبين فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه فقال لها يسوع يا مريم..؟! فالتفتت تلك وقالت ربوني والذي تفسيره يا معلم.
وكانت في هذه اللفتة لفتة للجنس البشري لرد الحب المرتبط بأفراح القيامة المبدد للحزن وألم الفراق وسماته فرح يدوم ولا يستطيع أحد أن ينزعه من النفس أبدا…فنداء يا مريم أشرق بأفراح القيامة برد المحبة إلي الروح اليائسة.
* النموذج الثاني يحمله لنا يوحنا الإنجيلي في الأصحاح 20:16-28 بالقول وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخل العلية وتوما معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم ثم قال لتوما هات أصبعك إلي هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا.أجاب توما وقال ربي وإلهي.فقال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت.فطوبي للذين آمنوا ولم يروا…وهذا النداء الجليل بصوت رب المجد (توما) رد للبشرية في شخص توما الرسول الإيمان المفقود الذي يفتح عيون القلوب ليس علي مستوي رؤية العين للمنظورات والمحسوسات و….بل لإيمان الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب والقديسين بالأبديات والخلود.
* النموذج الثالث يحمله لنا يوحنا الإنجيلي في الأصحاح 21:15-18 بالقول: بعدما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء (يقصد التلاميذ)؟, فقال له: نعم يارب أنت تعلم إني أحبك, قالها له ثانية وثالثة: يا سمعان بن يونا أتحبني؟, وجدد الإجابة: نعم يارب أنت تعلم أني أحبك…يارب أنت تعلم كل شئ…هذه النداءات ياسمعان…ياسمعان يا سمعان ردت لقلب الرسول بطرس وللبشرية فيه الرجاء المفقود عندما انقطعت به السبل وأعقبها صياح الديك في البستان ليعلن النكران عاد الرسول ليجدد شهادة الرجاء الحي أحبك…أحبك…أحبك حتي الصليب شهيدا مصلوبا منكس الرأس.
وليعلنها رسول المسيحية بولس في رسالته الأولي إلي أهل كورنثوس 13أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة…هذه الثلاث ولكن أعظمها المحبة.