لم تجف بعد الحروف التي كتبنا بها عن كتاب محمد أعظم عظماء العالم الصادر عن مكتبة الأسرة للداعية أحمد ديدات والذي تضمن إهانات للسيد المسيح حتي فؤجئنا بإصدار جديد تنشره هذه المرة الهيئة العامة لقصور الثقافة بسلسلة الإصدارات الخاصة تحت عنوان الوحي المحمدي من تأليف الشيخ محمد رشيد رضا تلميذ الشيخ محمد عبده الذي حاد عن طريقه واختار التشدد منهجا له, وكانت مجلته المنار من أكثر المجلات هجوما علي المسيحية.
وكما نؤكد في كل مرة نكتب فيها عن أي إصدار يهين المسيحية, فإننا لسنا ضد حرية الفكر والنشر ولا نطالب بمصادرة أي كتاب, ولكننا نطرح تساؤلات من منطلق مبدأ المواطنة…
فالمواطن المسيحي يعد من دافعي الضرائب في هذا الوطن, والأجهزة التابعة للدولة تمول ميزانياتها من أموال الضرائب, فلا يستقيم أن تتبني هذه الأجهزة سياسات عنصرية تسئ إلي عقيدة المواطن المسيحي وتنزلق في مقارنة الأديان. ولعل من الثابت أن كل دين يتضمن نصوصا تؤكد صحة الإيمان من خلاله… والسؤال لماذا التركيز علي مثل هذه النصوص وتجاهل ما يؤكد معاني الحب والتسامح والتراحم بين البشر أجمعين؟.
من ذلك الهجوم الذي شنه الشيخ رضا في كتاب الوحي المحمدي الذي يقع في (323 صفحة) من الحجم الكبير, ويباع بسعر مدعم أربعة جنيهات للنسخة الواحدة, ويتضمن بتسفيه العقيدة المسيحية.
فالمسيحية وثنية والكتاب المقدس محرف., والمسيح غير معصوم.
فيقول الشيخ محمد رشيد رضا في كتابه (صفحة 36): والنصاري منهم يجعلون معاصي الأنبياء دليلا علي عقيدتهم وهي أن المسيح هو المعصوم وحده لأنه رب وإله, ولأنه هو المخلص للناس من العقاب علي الخطيئة اللازمة لكل ذرية آدم بالوراثة له. وأنه لا شفيع ولا مخلص لهم غيره. لأن المخطئ لا يخلص المخطئين وهو منهم.
وهذه العقيدة وثنية مخالفة لدين الأنبياء وكتبهم وللعقل, ومطابقة للأديان الوثنية الهندية وغيرها. بيد أن كتب العهدين القديم والجديد المقدسة عندهم المحرفة في اعتقادنا لا تشهد لهم برمي جميع أنبيائها بالذنوب فضلا عن المعاصي التي هي أشد من الذنوب. فإن يوحنا المعمدان (وهو يحيي بن زكريا عليهما السلام) لم يوصم بخطيئة قط. بل شهدت له أناجيلهم بما يدل علي أنه كان أعظم من المسيح في عصمته.
ويضيف الشيخ رضا في صفحة (37): بل شهدت الأناجيل أن المسيح عليه السلام أهان أمه وإخوته ولم يسمح لهم بلقائه, وقد استأذنوا عليه ليكلموه, وعلل ذلك بأنهم مخالفون لمشيئة أبيه… نعم إن إخوته لم يكونوا يؤمنون به كما هو مصرح به في موضع آخر, ولكن هل كانت أمه كذلك, وهل يجازيها هذا الجزاء والله تعالي يوصي بالوالدين حتي المشركين ويفضل أم السيد المسيح علي نساء العالمين, وإهانة الأم ذنب في جميع الشرائع والآداب.
كما أن المبالغة في شرب الخمر ذنب حتي في الشرائع التي لم تحرمها مطلقا, وجاء في هذه الأناجيل أن الشيطان استولي عليه أربعين يوما يجربه ويدعوه لعبادته.
ولا نعلم كيف أهان المسيح أمه التي لم ينسها وهو علي الصليب ولا أين ذكرت الأناجيل أنه يبالغ في شرب الخمر, أو كيف استولي عليه الشيطان, والنص واضح وصريح في إبراز انتصار السيد المسيح عليه بسلاح كلمة الكتاب المقدس التي يراها الشيخ محرفة.
نتوجه بالسؤال إلي الدكتور أحمد مجاهد, رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ورئيس مجلس إدارة وتحرير سلسلة الإصدارات الخاصة التي طبعت هذا الكتاب… هل أفلت هذا الكتاب من معايير النشر بالهيئة؟… وماذا أنتم فاعلون إذا ثبت ذلك؟.