لم نتوقع أن تواجه وزارتا التربية والتعليم والصحة العام الدراسي وكارثة إنفلونزا الخنازير بعشوائية واستهانة وفوضي!
مع بدء العام الدراسي تضاربت التصريحات بين انتظام الدراسة وتأجيلها وحسمت كالعادة بقرار من رئيس الجمهوية بالتأجيل.
ثم تضاربت مرة أخري بين تكرار التأجيل والانتظام… خرجت تصريحات الوزارتين تطمئن وتؤكد أن النشرات الصحية والمطهرات وصلت جميع المدارس… والإجراءات الاحتياطية كفيلة بانتظام الدراسة في أمان… ومع فتح أبواب المدارس علي امتداد النصف الأول من العام الدراسي عاشت مدارسنا في ذعر وفوضي عارمة… الوباء هنا… الوباء هناك… حالات في الحميات ثم أرقام وفيات! ومع ذلك هناك ضغط من أصحاب المدارس الخاصة بفتح جميع الفصول لضمان تدفق المصروفات الأصلية والإضافية والتبرعات والزي المدرسي واشتراكات الأتوبيسات والرحلات والأنشطة والحفلات ورسوم الامتحانات الشهرية, وعلي الجانب الآخر فرحة المدارس الرسمية بإغلاق فصول هنا وهناك وهروب المدرسين إلي سوق الدروس الخصوصية!.
كنا نتمني أن تتمتع القيادات التعليمية بالأهلية والوعي والشعور بمسئولية مستقبل الأجيال, وتعقد اجتماعات للاستعداد للعام الدراسي تشترك فيها لجان المتابعة والتفتيش ومستشارو المواد والتوجيه الفني ومديرو الإدارات والمراحل وشئون الطلبة والامتحانات للدراسة والتنسيق في ضوء الواقع الميداني…. وكان من الممكن ضغط المناهج والخطة واليوم الدراسي وخريطة الامتحانات بحيث تتحول الدراسة في جميع المدارس إلي فترتين لتخفيف كثافة الفصول إلي عشرين تلميذا… وبذلك نضمن الانضباط والسلامة وانتظام الدراسة.
نأمل أن يفيق المسئولون في النصف الثاني من العام الدراسي لعلهم يعيدون ترتيب الأوراق ويلهمهم الله الحكمة لأننا أمام قضية أمن قومي… ولعل الانضباط والجدية والفكر العسكري التي يتمتع بها الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم ستكون لها بصمة في المرحلة القادمة.