يعتبر قصر العظم بدمشق من المعالم المهمة في المدينة ليس لمجرد كونه متحفا للتقاليد الشعبية و الصناعات اليدوية فحسب,بل لأهميته التاريخية والمعمارية والسياحية والثقافية,إذ يستقطب تقريبا أربعة آلاف زائر يوميا ,وفقا للإحصاءات السورية الرسمية.و من المعروف أن هذا القصر أمر ببنائه والي دمشق ## أسعد باشا العظم ## وجند لذلك أمهر خبراء البناء والفنانين خلال مدة استغرقت ثلاث سنوات وقد اتخذه المفوض السامي الفرنسي مقرا لإقامتة في بداية الاحتلال الفرنسي لسوريا عام 1920 ثم حول فيما بعدإلي معهد للدراسات العلمية , وفي عام 1954 تم افتتاحه كمتحف للتقاليد الشعبية.
يتميز القصربطرازه الدمشقي العريق ويؤدي بابه الخارجي المزخرف إلي مدخل رئيسي يتصل بالقسمين الأساسيين في المتحف وهما السلاملك## الجناح الخاص بالرجال## والحرملك ## الجناح الخاص بالسيدات ## بالإضافة إلي## جناح الخدم##.الملحق بالحرملك . ويتكون السلاملك من فناء واسع تتوسطه بركة كبيرة تتوزع حولها أشجار الحمضيات ونباتات الزينة وبصدرالفناءإيوان مرتفع علي جانبيه قاعتان للاستقبال , أما جناح الحرملك فهو يتصل بالمدخل الرئيسي بثلاثة أبواب متتالية تؤدي إلي قاعة واسعة تتوسط أجمل قاعات القصر وأغناها .
ويتألف هذا القصر من 16 قاعة كبيرة و 19 غرفة بالإضافة لثلاث قاعات وأربع
أقباء كبيرة و 19 فسقية ماء تنوعت بين الأرضية والجدارية , وأربع برك كبيرة وحمام ومخزن للعربات التي كانت آنذاك بديلا للسيارات .
يحوي القصر قاعة خاصة للسلاح عرضت في خزائنها نماذج لصناعة السلاح في سوريا بعضها من القرون الوسطي وأكثرها من القرن التاسع عشر وبعض البنادق التي استخدمت في معركة ميسلون 24 يوليو عام 1920 التي جرت بين الثوار السوريين بقيادة يوسف العظمة والجيش الفرنسي بقيادة الجنرال غورو , كما أنه لم تغب الأزياء الشعبية عن القصر, حيث خصصت قاعة لهذة الغاية ضمت نماذج للتطريزاليدوي من غوطة دمشق ونماذج من جبل العرب وجبل سمعان وبقيةالمناطق السورية .
هذة الشمولية في القصر التي جمعت بين فخامة البناء الدمشقي وحكايات الموروث الشعبي جعلت منه مقصدا مهما ورئيسيا للسائحين , كما أصبح مقرا لإقامة الحفلات والأمسيات الموسيقية والشعرية والفاعليات الثقافية وذلك بعد أن تم ترميمه مؤخرا حيث نظفت واجهاته وأرضياته بالماء المقطر من دون استخدام أية مواد كيميائية للحفاظ علي الرونق الرفيع لتلك العمارة الشامية .