ينظر مجتمعنا الشرقي أحيانا إلي الفتاة التي فسخت خطبتها علي أنها مخطئة, ويهمل أسباب إنهاء الخطبة حتي وإن كانت صاحبة حق.. بل إن الكثير من الشباب حينما يتقدمون لخطبة فتاة يفضلون من لم ترتبط من قبل..! فلماذا يظلم المجتمع الفتاة التي أنهت خطبتها بهذه النظرة السلبية؟ وهل فسخ الخطبة هو الأفضل أحيانا؟.
حول هذا الموضوع تحدثنا إلي الدكتورة سهير عبدالسلام أستاذة علم الاجتماع بجامعة حلوان فقالت: يجب أن يغير المجتمع مفهومه عن الفتاة المخطوبة للمرة الثانية, فقد يكون من الأفضل إنهاء الخطبة بدلا من أن إتمام زيجة تكون مليئة بالمشاكل في المستقبل.. وللأسف ترجع هذه النظرة السلبية إلي ازدواجية الرجل الشرقي, فمن جانب يصادق الفتيات ويخطب وينهي الخطبة, ومن جانب آخر يبحث عن شريكة حياته التي سيتزوجها, ويكون الشرط الأول أنها لم تكن مخطوبة من قبل..!.
بالإضافة إلي أن فكرة الرجل الأول في حياة أي امرأة لاتزال موجودة لدي بعض الأسر المصرية بالرغم من أن المرأة اخترقت مجالات العمل المختلفة, وأصبح لها زملاء في العمل.
وتعترض د. سهير علي أن نطلق علي من فسخت خطبتها بأنها فشلت بل المفترض أن نقول إن ذلك مجرد عدم توافق بين الطرفين.
تتفق معها في الرأي الدكتورة مني رمزي خبيرة المشورة الأسرية وتقول: إن فكرة فسخ الخطبة تعتبر شيئا إيجابيا طالما كان ذلك في مرحلة الخطوبة وليس من المفيد أن ننظر تحت أرجلنا ونضع اعتبارا لما سيقوله الناس علي هذه الفتاة التي أنهت خطبتها, خاصة أن آراء الناس تتغير وتختلف بمرور الوقت, ويجب علينا ألا نضعه في اعتبارنا بشكل أساسي بل نضع مستقبلنا وما هو في صالحنا في الحسبان.
أكدت د. مني رمزي أنه إذا كانت الخطبة أبدية لم يكن المجتمع صرح بفسخها إذا لم يحدث توافق بين الطرفين.
ولأن الخطبة هي مرحلة تسبق الزواج ومحتمل ألا تنتهي بالزواج, فعلي الخطيبين أن يضعا في اعتبارهما احتمال عدم التوفيق في الخطوبة, وبالتالي يكون هناك حدودا في التقارب النفسي والجسدي فيما بينهم.
أما أكثر الأسباب شيوعا التي تسبب عدم التوافق وإنهاء الخطبة فتتمثل في: عدم قبول أسرتي الخطيبين ومباركتهما لهذا الزواج, أو شعور الطرفين ولن يستطيعا التعايش معا, أو إذا كان أحد الخطيبين يفكر دائما في نفسه ومصلحته دون مراعاة الطرف الآخر, أو أن الفتاة تشعر أن خطيبها ينظر إليها كجسد فقط وهنا يجب أن تقف الفتاة وتعيد النظر في هذه الخطبة.
كما أن هناك أيضا بعض الاختلافات بين شخصية كل من الخطيب والخطيبة قد تكون مبالغ فيها بشكل يصعب معه التعايش معا في المستقبل.
أشارت د. مني إلي أن هناك نقطة مهمة يجب أن نضعها في الاعتبار هي أن هناك ما يسمي بالفروق الفردية بين الناس وليست كل هذه الأسباب تجعل إنهاء الخطبة أمرا حتميا, فهي أمر نسبي, فما يحتمله شخص قد لا يستطيع احتماله وتقبله شخص آخر.. وهكذا, والقاعدة الأساسية أن مرحلة الخطوبة هي مرحلة اختبار, ليس بوضع كل طرف الآخر تحت الميكروسكوب لاكتشاف الأخطاء, وإنما لاختبار مدي قدرة كل طرف علي التفاهم والتعايش مع الآخر بكل عيوبه ومميزاته, ولذلك فسخ الخطوبة أحيانا يكون قرارا صائبا لا يصح للمجتمع أن يعاقب أي الطرفين عليه.