بعد انتشار بعض الظواهر الغربية في مجتمعنا والتي تنذر بمؤشر خطير يهدد حياة الشباب وعقولهم وأفكارهم,بات من الضروري التصدي بكل حزم لتلك الظواهر الهدامة ومحاربتها خاصة عقب ظهور بعض الجماعات الغريبة التي منها ما يطلق علي نفسه شباب الإيموز وغيرها من الجماعات المختلفة الأخري التي تنتهج طرقا غريبة في نمط حياتها,بهدف نقل عقائدها وأفكارها إلي قاعدة عريضة من شبابنا مستغلين في ذلك انبهارهم بثقافات الغرب.
تلك الجماعات المختلفة تتبع أساليب مختلفة في جذب أكبر شريحة من الشباب من خلال الترويج لأنفسهم ولأفكارهم عبر الإنترنت وظهورا لبعض منهم بشكل واضح وصريح داخل بعض المراكز التجارية والأسواق.
علي الجانب الآخر هناك سؤال محير يبحث عن إجابة وهو ما الأسباب التي دفعت بعض الشباب في مجتمعنا إلي التمسك بأفكار تلك الجماعات وتقليدهم والسعي وراءهم,فهل الأسرة هي المتهم الرئيسي في دفعهم للانخراط في مثل تلك الجماعات,أم هناك عوامل أخري مجهولة؟
يتميز الإيموز بأنهم جماعة من المراهقين وهؤلاء بدأوا يتخذون طريقة معينة للمعيشة ويحبون موسيقي معينة ويظهرون في الليل ومن سماتهم النفسية الكآبة ويبقي الشاب داخل تلك الجماعة حزينا ولا يمكن التفرقة بين الإيمو الصبي والإيمو الفتاة فهم يستخدمون اللونين الأسود والزهري ويحبون أن يخططوا حول أعينهم وشعورهم تكون ذات اللون الأسود وبها بعض الخصل الذهبية وهم عاطفيون ويميلون إلي البكاء باستمرار ويتبنون الشخص الضيف ويحبونه بشدة.
كيف يري الشباب هذه الظاهرة
أحد أعضاء الإيموز في مصر يري أن الموضوع عبارة عن وجود بعض الشباب يمرون بمشكلة أو أزمة ويبحثون عن أصدقاء يتحدثون إليهم ويفهمونهم,فهناك بعض الشباب يواجهون بعض المشاكل ولكن المجتمع يهمشهم مثل المدمنين,ولهذا فنحن لا نخجل من كوننا شباب يعبر عن مشاعره الداخلية كالبكاء أمام الجميع بغض النظر عن شكلنا,أما مسألة تقطيع شرايين الأيدي فهو مرض نفسي يصيب الكثيرين ولكننا مجرد أصدقاء تجمعنا بعض الصفات فنحن نختلف عن إيمو الغرب كليا نحن في مصر لا نقطع أيدينا ولا ننتحر ولكن هناك بعض الشباب الذين يقلدون الغرب ولكن ليس بهذه الطريقة البشعة.
يقول محمد سيد طالب بجامعة القاهرة أعتقد أن الموضوع أخذ حجم أكبر من حجمه فما حدث مؤخرا شكل أقوي دعاية لهم,فهم شباب مراهقون سنهم من 12 إلي 17سنة يحبون اللون الأسود وتصفيف شعورهم بطرق معينة ويحبون أنواع موسيقي معينة ولديهم درجة كبيرة من الحساسية وليس لهم أية علاقة بالسياسة من قريب أو من بعيد فما هي المشكلة مجموعة شباب من أسر تتميز بالثراء والرفاهية ويرغبون في تجربة كل ما هو جديد وليس جميعهم قد مروا بأزمات,ولكنها حالة مزاجية تسيطر عليهم.
يقول مينا سامي – 16 سنة – طالب بمدرسة مبارك العسكرية: هل كل من لديه مشاكل اجتماعية ينضم إليهم أعتقد لا,ولكن جو الحزن والاكتئاب أحيانا يكون جاذبا للفرد ووجود مواقع لهؤلاء الشباب علي النت ساعد في الانضمام إليهم ومعرفة أفكارهم ولكن لا أراهم يمثلون الضرر الذي أثارته وسائل الإعلام فهم يمثلون أصحاب مظهر خاص يثير الإعجاب ولكن أفكارهم لا تناسب المجتمع المصري بجميع الأحوال حيث المظهر الشاذ يكون ملفتا ومثار للانتقاد عكس نظرة المجتمع الغربي للتقاليع الجديدة بالإضافة إلي أن المجتمع به الكثير من التقاليع الغربية الأخري مثل الوشم والرسومات الغريبة التي تملأ أجسام الشباب.
يقول ناصر محمود مدرس فلسفة: غالبا ما يجهل بعض الأهل دخول بعض المعتقدات علي أبنائه ويظنون أنها موضة وتنتهي لكن هي في الواقع أفكار اقتحمت وقلبت أحواله وجعلته يبتعد عن عاداته وتقاليده وحتي دينه فيجب علي الأهل معرفة التعامل مع أبنائهم والاقتراب منهم حتي لا يوقعون بمثل هذه الأفكار ويعاملون المراهق معاملة خاصة لأنه يمر بتكوين شخصيته ونتيجة تغيرات جسمية وهرمونية تثور لديهم مشاعر الحب المفرط وفي بعض الأوقات يشعر الشباب والشابات أن المجتمع كله يقف ضد رغبته فيتجه إلي أشخاص من خارج الأسرة ويبحث عن الحب الطبيعي والاحتواء معهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة لذلك علي الأهل القيام بدورهم تجاه أولادهم في هذه المرحلة العمرية.
وحذر علماء النفس علي مستوي العالم من هذه الظاهرة في مرحلة المراهقة حيث تتسم فترة المراهقة بالاضطراب وعدم الاستقرار والبحث عن الانتماء في جماعات يعتقد هؤلاء الشباب أنها تشبههم ويبحثون عن الجماعات الذين يلبسون ويقومون بنفس الأداء أو الحركات.
من جانبه يقول د.أحمد يوسف أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة إن هذه المجموعات من الشباب يقلدون سلوكيات غريبة منبوذة في مجتمعنا الشرقي,ولا يمكن أن نطلق عليهم مرضي نفسيين لأنهم يعانون من انحراف سلوكي ناتج عن اضطراب جيني في مكونات الشخص نفسه,والأسرة سبب رئيسي في هذا الاضطراب لأن بعض الأسر تربي طفلها بطرق خاطئة,كأن تلبس الأم طفلها الذكر ملابس بنت وتزرع فيه بعض السلوكيات الشاذة تجاه الجنس الآخر باكتساب بعض السمات الفسيولوجية الخارجية الموجودة فيهم كطول الشعر وطبيعة الملابس,وهو ما يؤثر مستقبلا علي سلوكياته ويجعله أقرب إلي البنت منه إلي الولد,وهي صفة مكتسبة نتيجة سوء التربية,بالإضافة إلي أن بعض الشباب يعتبرون هذه السلوكيات الشاذة جزءا من حريتهم الشخصية,وهذه الحرية المزعومة هي المسئولة عن انحرافهم واندفاعهم وراء تقاليد عمياء شاذة تبيح لهم ارتكاب أفعال مخلة بالآداب العامة غير مقبولة في مجتمعنا الشرقي المختلف تماما عن المجتمعات الأخري.
وأضاف د,يوسف أن أنتشار الوسائل المختلفة في مجال الاتصالات كالإنترنت والانفتاح الفضائي جعل الثقافات والتقاليد المختلفة تتداخل ببعضها ومكنت أمثال هؤلاء الشباب من الاتصال وعمل صداقات علي مواقع الشات.
وأوضح د.يوسف أن انتشار هذه الظواهر الغربية بمجتمعنا يرجع إلي زيادة معدل التفكك الأسري وغياب الرقابة والافتقار إلي القدوة الحسنة.