عندما تبنت جريدة وطني حملة الدعوة لإعداد المخطوبين منذ سنوات لم تكن أقصي أحلامها أن تطبق كل الكنائس هذه الدورات, بل أن تنتقل التجربة من الكنيسة إلي المجتمع بأسره بما يحقق سعادة واستقرار الأسر المصرية بصفة عامة.
أخذنا علي عاتقنا إلقاء الضوء علي كل كنيسة تنضم إلي مسيرة إعداد المقبلين علي الزواج, وتقديم خبراتها, وإلقاء الضوء علي برامجها وعلي مدي استفادة الشباب والشابات, منها ونقل ما عبروا عنه من حاجتهم وبحثهم عن الجهات التي تقدم لهم البرامج علي اعتبار أنها تحولت إلي حاجة مجتمعية باتت ملحة.
والواقع أن العمل علي تأهيل الشباب والشابات لزواج مستقر ليس هدفا اجتماعيا فقط لأن استقرار الأسرة هو العمود الفقري لنجاح المجتمع علي كل الأصعدة,فلا نتخيل أن يهتم فرد بالمشاركة السياسية مثلا وهو محطم اجتماعيا أو تائها في دوامات المحاكم الأسرية,ولا نتوقع أن تستطيع المرأة إتقان عملها وهي مدمرة أسريا,ولا ننتظر جيلا جديدا من الأسوياء والمبدعين في أسر محطمة.
مما يدعو للتفاؤل أن الاهتمام بإعداد المقبلين علي الزواج أصبح رسالة ما تدعو لها مؤسسات وجمعيات أهلية,وأصبحت من التوصيات التي تخرج بها المؤتمرات التي تناقش قضايا العنف الأسري والتي تحذر من الزواج العرفي وغيرها من المشاكل.
واهتم المجلس القومي للمرأة وبعض فروعه في المحافظات بندوات تحت عنوان المشورة قبل الزواج,ففي فرعه بمحافظة المنيا استعرضت الأستاذة نبيلة عبد الجليل مقررة المجلس ما يقوم به رجال الدين المسيحي من جهود للمشورة قبل الزواج والدورات التي تعد المخطوبين والمقبلين علي الزواج,كما ناقشت أهمية الفحص ما قبل الزواج.
نستعرض في هذا العدد تجربتين جديدتين,وهما تجربة كنيسة السيدة العذراء بالدقي في تخريج أول دفعة من المقبلين علي الزواج بمركز الحكمة والمشورة,وتجربة أهلية رائدة قامت بها المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة,مما يعطي بارقة أمل في تكاتف الجهود المجتمعية والقومية والكنسية في إعداد المقبلين علي الزواج بفكر جديد منفتح علي الآخر وقادرا علي الاختيار, وأيضا علي مواجهة المشاكل الزوجية بوعي.
[email protected]