أجراس القيامة لاتزال تتردد أصداؤها في قلوبنا ورعايانا وكنائسنا.. إنه العيد الكبير عيد الأعياد وزمن الأزمنة وموضوع فرحنا الدائم في غلبتنا علي الموت والخطيئة كما يقول القديس غريغوريوس النزينزي في إحدي عظاته الفصحية.
زمن القيامة الذي نعيشه سنطلقه علي مدي حياتنا المسيحية ليستمر فينا ويملأنا بالفرح العظيم الحقيقي, وبالسعادة التي لا تذبل ونحن في كنائسنا ورعايانا أكثر المعنيين بفرح القياة وأكثر المستفيدين من ثمارها…. فلو لم يقم المسيح لكان تبشرينا باطلا, ولكان إيمانكم باطلا كما يعلمنا القديس بولس الرسول.
أما وقد قام, فإننا نأخذ من قيامته زخما جديدا وانبعاثا روحيا ينقلنا من موسم الخوف والقنوط إلي حالة الانتصار والافتخار بمن غلب الموت ودحرج الحجر.
في هذه الأجواء التي تلف كنائسنا ومؤمنينا تحمل لنا في أعماقها دعوة واحدة إلي الفرح الذي لا ينتزعه منا أحد وهذا الفرح جاءنا به المسيح القائم من الموت معطيا لنا وللبشارة به قوة دفع جديدة لا تتوقف.
زمن القيامة ينادينا لننفض غبار الموت عن بصائرنا فنري مجد الحياة التي وهبها الله لنا بجود ودفق لا ينضب.
يا يسوع القائم من الموت والمنتصر علي الخطيئة اجذبنا إليك وحول أيامنا نشيد فرح علي مذبحك.
في القيامة المجيدة فرحت السماوات وبدأت الملائكة يمهدون لكشف السر أمام البشر. عجيب الله في أعماله وعظيم في أسراره له المجد والعزة إلي الدهور نؤمن أنه صلب وقبر, ونؤمن أنه قام ليهب العالم الحياة الأبدية.
علي مدار السنة ننشد كل يوم أحد فصح الأسبوع, فصح القيامة نرنم أناشيد الظفر والرجاء والحب والوفاء ونقول: إن النسوة حاملات الطيب أتين إلي قبرك بالطيوب يا مخلص فسمعن ملاكا يخاطبهن: لم تحصين الحي مع الموتي؟ زمان البكاء والنوح قد مضي فلا تبكين, بل بشرن الرسل بالقيامة. المسيح قام.. حقا قام.
أسقف الإسكندرية علي الأرمن الكاثوليك