حماتي ملاك…جملة لا ترددها الكثيرات من الزوجات فالغالبية تعاني وتشكو…وتصرخ…كفاك يا حماتي…إلي هذا الحد تصل العلاقة بين الحماة وزوجة ابنها..وتثار المشكلات بشكل أكبر عندما تقيم الحماة مع زوجة ابنها في بيت واحد.
عن تلك العلاقة وحدود الحماة المقيمة مع زوجة ابنها تحدثنا إلي الدكتورة انشراح محمد دسوقي أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس التي قالت:إن تلك العلاقة السلبية بين الحماة وزوجة ابنها نتيجة لاعتقاد الحماة أن زوجة ابنها استحوذت علي ابنها التي تعبت في تربيته متناسية أنها تزوجت من رجل أخذته أيضا من أمه فتحاول اختلاق المشاكل.
تضيف أنه مع تطور الحياة وخروج المرأة للعمل, يجب خلق ثقافة جديدة تعمل علي تغيير تلك الصورة السلبية المترسخة عن علاقة الحماة بزوجة ابنها,وتعي من خلالها الحماة وزوجة الابن أن علاقتهما السلبية تأتي بمزيد من النكد والخراب.
ويقع علي الزوجة دورا في تلطيف هذه العلاقة, فتحاول الزوجة كسب رضا حماتها ومشاركتها في إبداء الرأي في بعض الأمور التي تخص البيت, وعلي الزوج أن يكون حمامة سلام يلطف الجو دائما بين أمه وزوجته, كما يجب أن تتسم معامتله بين الطرفين بالعدل.
تنصح أ. د انشرح كل حماة بعدم التدخل في شئون الأسرة, وأن تترك مساحة كبيرة لزوجة ابنها حتي لا يكون هناك صراعا عليسلطة البيت, ونتذكر دائما أنها كانت صاحبة بيت تدير شئونه, فمن حق زوجة ابنها تدبير شئون منزلها, كذلك يجب أن يكون هناك اتفاقا مسبقا بين الحماة وزوجة الابن علي أن تربية الأطفال من اختصاص الزوجة, وإذا حدث شجار أو خلاف يجب عليها عدم التحيز لابنها بل تكون منحازة لزوجة ابنها لتهدئد الموقف.
أضافت أنه إذا تفاقمت المشكلات بين الحماة وزوجة ابنها بحيث يستحيل معها استمرار العشرة بينهما في مسكن واحد, علي الزوج تحديد الموقف مثل إيجاد مسكن آخر إذا توفرت الإمكانيات, أو أن يعيش كل من الحماة وزوجة ابنها في حاله في المسكن ذاته وعلي الزوج جعل التعامل بينهما في أضيق الحدود منعا للمشاكل والتفاهم علي ذلك مع أمه وزوجته.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد خطاب أستاذ العلاج والتحليل النفسي بجامعة عين شمس أن الحماة من الممكن أن تكون محبة لزوجة ابنها ولكنها تخفي هذا الحب ليظهر في صورة أخري عكسية تعبر عن غيرة لا شعورية, وهذا يرجع إلي الفراغ النفسي والاجتماعي الذي تعيش فيه الحماة فلا تجد ما يشغلها فتكون الضحية زوجة ابنها, وأضاف أن حولي2.5 مليون مطلقة تحت سن الثلاثين نتيجة لعدم تحديد الأدوار والرغبة في الاستحواذ, فتوضيح الأدوار منذ البداية أمر ضروري لقيام علاقة سوية بين الحماة وزوجة ابنها, ويقع عبء كبير علي الزوج لتحديد تلك الأدوار فمثلا يحدد أن تربية الأطفال هي من اختصاص زوجته, ويحاول أن يقنع أمه بذلك حتي لا يحدث صراع علي مستوي الأبناء وحتي لا ينحاز الأطفال إلي الجدة.
أما عن رأي علم الاجتماع في تلك العلاقة تقول الدكتورة فايزة محمد عبد المنعم أستاذة علم الاجتماع الأسري بجامعة عين شمس إن الظروف الاقتصادية وأزمة السكن وارتفاع الإيجارات جعلتنا نعود إلي العائلة الممتدة…ويصبح الأمر محتوما ولكن علي كل من الحماة وزوجة ابنها التعايش مع الآخر حتي تسير الحياة.
وتضيف أن علي الزوجة كسب حماتها بلطف وهو ما يسمي بالذكاء الاجتماعي, حتي تلتقي ثقافة الزوجة وثقافة الحماة, وعلي الزوج عدم التحيز لأي من الطرفين علي حساب الآخر بل يحاول العدول بينهما, وفي النهاية نقول لكل حماةاجعلي زوجة ابنك ابنتك, وأنك كنت في يوم من الأيام زوجة لها حرية التعرف وإدارة البيت فمن حق زوجة ابنك ذلك.