عندما ولد السيد المسيح في بيت لحم وبعد زيارة المجوس له وقدموا هداياهم ذهبا ولبانا ومرا أوحي إلي المجوس في حلم أن لا يرجعوا إلي هيرودس وانصرفوا
عندما ولد السيد المسيح في بيت لحم وبعد زيارة المجوس له وقدموا هداياهم ذهبا ولبانا ومرا أوحي إلي المجوس في حلم أن لا يرجعوا إلي هيرودس وانصرفوا إلي كورتهم ثم ظهر ملاك الرب ليوسف قائلا خذ الصبي وأمه واهرب إلي أرض مصر لأن هيرودس مزمع أن يهلكه: قم ولما علم هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جدا فأرسل وقتل جميع أطفال بيت لحم وفي كل القري المجاورة لها من ابن سنتين فما دون. هذه الحادثة التي جعلت الأمهات تصرخ علي بنيها والأهالي تنوح والكل يبكي, تجعل الإنجيلي متي البشير يقول حينئذ تم ما قيل بأرميا النبي قائلا صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير راحيل تبكي علي أولادها ولا تريد أن تتعزي لأنهم ليسوا بموجودين, وراحيل هي زوجة أبينا يعقوب التي أحبها وعندما ماتت دفنت في طريق أفراتة التي هي بيت لحم وهي في فكر أرميا تمثل راحيل مملكة العشر أسباط ويصورها وكأنها مازالت حية تعيش وتراقب الجماعة البائسة من الشعب التي جمعت في الرامة تمهيدا لنقلهم إلي السبي, وراحيل تسمع صراخهم وعويلهم وتنوح علي أولادها من كلا المملكتين لأن الرامة التي ذكرت في النبوءة كانت واقعة في الحدود بين مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا وكانت علي بعد خمسة أميال من شمال أورشليم وهو اسم عبري معناها مرتفعة وكانت قرية صغيرة علي هضبة عالية في نصيب سبط بنيامين وكانت علي طريق بيت إيل وقد تحققت نبوءة أرميا النبي في أحداث ميلاد المسيح وقتل أطفال بيت لحم.. ونحن الآن نحتفل بميلاد السيد المسيح نتذكر تلك الأحداث الداميه التي حدثت في أرض مصر بصفه عامة وحدثت علي الكنيسة بصفة خاصة راحيل تري أولادها يقتلون في أحداث كنيسة القديسين وتنوح عليهم وتري أحداثا تتوالي كثيرة تختتم بالبكاء والعويل الكثير علي أبنائها في أحداث ماسبيرو, ولكن وسط هذه الأحداث الداميه نري مع المجوس نجمه في المشرق ونأتي ونسجد له في بيت لحم التي هي أرض يهوذا والتي خرج منها المدبر والراعي الصالح الذي يرعي شعبه, ونتقابل مع الرعاة الذين كانوا يحرسون حراسات الليل وننحني إذ مجد الرب يضئ علينا ونسمع ذلك الصوت لا تخافوا لا تخافوا من تلك الأحداث الجارية فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب وكأن الملاك يبشرنا بالاطمئنان والسلام والهدوء والفرح في الأيام القادمة التي ستأتي علي أرض مصر ويبشرنا أيضا أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب, وترفع أعيننا مع الرعاة لكي نري الملائكة يهتفون المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة فهلم جميعا نسرع إلي بيت لحم مع الرعاة لنري مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود.
فكل عام وأنتم بخير
كنيسة مارجرجس قليوب البلد