يقدر عدد الأميين في مصر طبقا للإحصائيات الرسمية بنحو 24 مليونا, وهؤلاء الأميين يشكلون أكبر تجمع سكاني ولعلهم يمثلون الحزب الأكبر في مصر.
ولعل أسباب الفشل في علاج مشكلة الأمية في مصر علي مدي ما يزيد علي 60 عاما الماضية يرجع أساسا إلي غياب الإرادة السياسية الحقيقة, وإلي تدهور التعليم العام بصفة عامة والتعليم الأساسي (الابتدائي والإعدادي) بصفة خاصة, حيث يتسرب من التعليم الأساسي سنويا حوالي ربع مليون مواطن ينضمون إلي الأميين, بالإضافة إلي عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية لا تخفي علي الكثيرين.
والأمية ليست فقط مشكلة كبيرة لكنها تمثل أيضا سببا أساسيا للعديد من المشكلات الأخري السلوكية والاجتماعية والصحية والبيئية وغيرها.
ولعله من المحير والغريب أن يكون لدينا عشرات الجامعات ومراكز البحوث وكليات التربية, وملايين الخريجين من الجامعات وبينهم عدد كبير جدا بلا عمل- بالإضافة طبعا إلي وجود الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار, وتبقي المشكلة دون تقدم حقيقي يجعلها قريبة الحل.
وإذا كانت الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار قد قامت هذا العام بمحو أمية 825 ألف مواطن- طبقا لتصريحات رئيس الهيئة د. رأفت راضوان- الذي يتوقع أن يزيد عدد من ستقوم الهيئة بحو أميتهم العام المقبل ليصل إلي مليون مواطن… فإن هذا ليس كافيا.
ومن المفيد أن نبحث عن حلول أخري لسد منابع التسرب من التعليم ومحاصرة الأمية ووضع خطة قومية وتخصيص ميزانيات كافية وتحفيز كل فئات المجتمع للمشاركة في وضع حد لهذا العار القومي.