لا أعرف كيف يمكن الخروج من حالة القذارة العامة التي تسود معظم شوارعنا وأحيائنا ومدننا الكبري والصغري علي السواء, وامتد الأمر إلي العاصمة القاهرة في أرقي أحيائها ومناطقها, دون استثناء.
ومشكلة القذارة في بلادنا ليست وليدة اللحظة الراهنة أو اليوم أو الأمس القريب بل تمتد لسنوات سابقة, لكنها تزداد نموا واتساعا وامتداد وعمقا حتي تكاد تسيطر علي كافة الشوارع في جميع الأحياء في المدن المصرية والاستثناءات نادرة جدا.
منذ سنوات بدأت الإسكندرية تجربة جديدة وناجحة بإسناد نظافة الشوارع بها إلي شركة أجنبية وأغري نجاح تجربة الإسكندرية بعض المحافظات بتقليدها ومن هذه المحافظات القاهرة, الجيزة, والقليوبية.. ولكن الفساد الإداري والقانوني وسلوكيات المواطنين وأمور أخري كثيرة عجلت بفشل التجربة وإنهائها.
المحليات بررت الفشل بأن المواطنين لا يدفعون رسوم نظافة, وأن الميزانيات ضعيفة وغير قادرة علي تحقيق حلم النظافة.. وسارعت الحكومة بإدخال تعديل تشريعي وقانوني أقره مجلس الشعب بأن تتحمل كل شقة رسوم نظافة. وتم تحصيل هذه الرسوم ولا يزال منذ سنوات علي فاتورة الكهرباء.
ورغم ذلك, استمر الفشل في تحقيق النظافة, يتزايد حتي صار تحديا صعب المواجهة.. ولكن علينا أن نبادر بالمواجهة قبل فوت الأوان, عندما يخرج الأمر عن السيطرة تماما!.