افتتحت جمعية النهضة العلمية والثقافية (جيزويت القاهرة) الجزء الثالث من البرنامج الثقافي السابع بعنوان الفجالة كمان وكمان, تم الاحتفال وسط أهالي الحي وتم تقسيم المكان إلي جزء لبيع الكتب وآخر لاستقبال الضيوف وآخر لاستبدال الكتب, وكان الجزء الأكبر للمسرح, إلي جانب ذلك استمر فريق أتيليه الشارع بوضع بصمته المميزة علي حائط الشارع وملئه بالرسومات.
يذكر أن منسق النشاط إبراهيم سعد, وهو فنان تشكيلي تخرج في كلية الفنون الجميلة, وعمل في ورش متنوعة مثل جاليري التاون هاوس, سوا, والجيل سوا, وورش عمل فنية أخري, ويعمل حاليا كمنسق لبرنامج الفنون البصرية لجمعية النهضة, نادر جرجس مدرس مساعد بقسم الرسم والتصوير بكلية التربية الفنية ويؤمن بأهمية تواجد الأعمال الفنية خارج سياقات قاعات العرض والمتاحف.
وفكرة أتيليه الشارع تدور حول رسومات جدارية يقوم الفنانون الشبان من خلالها بتجميل مباني ومنازل حي الفجالة من خلال التفاعل بين الفنانين وسكان الحي, حيث يقومون بجمع حكايات المباني وساكنيها, ومن هنا نري الإعداد لهذا الافتتاح الضخم الذي جمع أهالي حي الفجالة للاستمتاع بهذا اليوم.
وبدأ الحفل بكلمة للأب وليم سيدهم اليسوعي, كما توالي الكثير من العروض الفنية أولها, حفلة موسيقية لمخرجات ورشة أصوات الفجالة وهي ورشة عمل في مجال الصوت والموسيقي الإلكترونية بحثا في البيئة الصوتية بحي الفجالة جاءت علي مرحلتين, الأولي قام بها الفنان أحمد بسيوني الذي استشهد في ثورة 25 يناير, وتم جمع أصوات مختلفة من حي الفجالة بما فيها من ورش ومحلات ومحطة القطار المجاورة للحي, واستكمل الورشة في المرحلة الثانية المدرب محمود رفعت حيث درب المشاركين علي كيفية استخدام البرامج الرقمية والإعداد لهذا الإنتاج الجماعي وتقديمه من خلال أسطوانة والعديد من الحفلات بحي الفجالة, ثم جاء عرض مخرجات ورشة حكايات الفجالة بعنوان كان يا مكانش مع المدرب سلام يسري وهو فنان تشكيلي ومخرج مسرحي أسس فرقة الطمي المسرحية ومشروع كورال ويشترك في إدارة مدرسة القاهرة لفنون التمثيل.
تهدف الورشة إلي تشجيع عدد من أهالي الحي علي التعبير عن واقعهم من خلال الحي في قالب فني, حيث يعتبر الكثيرون الحكايات عن الجان والأرواح الهائمة والنداهة والمجذوبين شعوذة وخرافة ولكن العرض يطرح وجهة مغايرة تظهر اشتراك قاعدة أكبر -لأصحاب القناعات العقلانية والمادية- لها ذات الارتباط بثقافة الخرافة التي لا تعدو خرافة بل ثقافة إنسانية تسمي في بعض الأحيان طاقة وفي أحيان أخري روحانية وبغض النظر عن التسميات هي لا تزال ميراثا حيا يبقي منهلا للبحث في الوجود الإنساني بشكل عام ارتباطا بعلاقته بالموت والحياة وما وراء المرئي.
في النهاية تم عرض مخرجات ورشة إيقاعات حرفيي الفجالة مع المدرب أحمد بهاء وهو فنان إيقاعي تواصل مع عدة فرق منها الغرفة وكايروكي, وانضم لورشة مع الفنان فتحي سلامة, والعديد من الحفلات مع الفنانة رانيا شعلان, تخلق الورشة التواصل والتبادل ما بين الفنانين المحترفين والفنانين الهواة لاكتشاف الإيقاعات ومن خلال الآلات الإيقاعية التي يمارس الحرفيون من خلالها أعمالهم.
تستمر فعاليات البرنامج مع معرض حكايات فوتوغرافية للفنان عادل واسيلي الذي نظم العديد من المعارض والورش التدريبية الفوتوغرافية في عديد من المنظمات المصرية والدولية, والتي تدور فكرة المعرض حول جمع الصور القديمة من سكان حي الفجالة مع مادة مكتوبة أو مسجلة عن ذكرياتهم مع الصور.