تزخر كوبا بالعديد من الثروات الطبيعية منها خصوبة تربتها وكثرة المصادر الطبيعية بها من المعادن مثل الكوبالت والحديد,والنيكل والحجر الجيري والنحاس والمنجنيز والفضة وغيرها.وهي أكبر دولة في البحر الكاريبي وتقع في أقصي جزيرة الأنتيل الكبري من جهة الغرب.
استوطنها الأسبان بداية من عام1511 لتصبح واحدة من أغني مستعمراتها,ثم تمكنت من نيل استقلالها في 10ديسمبر 1898,بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وظلت خاضعة للإدارة الأمريكية حتي عام1902.
كوبا هي إحدي جزر البحر الكاريبي,تقع بين كل من البحر الكاريبي والمحيط الأطلنطي الشمالي.في مدخل خليج المكسيك.وتأخذ كوبا شكل أرخبيل يتشكل من جزيرة كوبا وجزيرة الشباب بالإضافة إلي أربعة آلاف و195 جزيرة رملية صغيرة,أقرب الدول جغرافيا إلي كوبا هي هايتي,الولايات المتحدة الأمريكية,جاميكا,والمكسيك.
مظاهر السطح
تتنوع مظاهر السطح في كوبا بين الجبال والتلال التي تشكل 25% من مساحة البلاد,والسهول التي تغطي 60% منها,فتمتد بها الأراضي قليلة الانحدار التي تكثر بها المروج,والأحواض النهرية الخصبة وتضم كوبا ثلاث سلاسل جبلية,فإلي الشمال الغربي تقع جبال سيرادي لوس أورجانوس,وفي الوسط جبال سيرا ترينيداد,أما في الجنوب الشرقي فتقع جبال سيرا مايسترا,وتعد قمة جبل توركينو والمعروفة باسم بيكو توركينو أعلي قمة في كوبا والتي تصل إلي1.974متر فوق مستوي سطح البحر.
ويجري في الدولة أكثر من مائتي نهر وجدول.معظمها مجار مائية قصيرة وضيقة لا تصلح للملاحة,ويعد نهر كوتر الذي يبلغ طوله 240كم أطول الأنهار بكوبا,ولا يصلح للملاحة منه إلا حوالي120كم ويوجد بالعديد من الأنهار الكوبية مساقط مائية,ويتميز شواطئها بخلجاها العميقة وشطوطها الرميلة وشعابها المرجانية,ويقع علي السواحل الكوبية نحو مائتي ميناء تتميز معظمها بمداخل ضيقة لحماية المنطقة الداخلية من الرياح والأمواج وأكبر موانئها هافانا,ثم ميناء سانتياجو دي كوبا.
يسود كوبا مناخ شبه مداري,حيث تقع في الإقليم المداري الشمالي,وتهب عليها التيارات الباردة من المحيط خلال فصل الصيف,ويتميز مناخها بالاعتدال والأمطار الغزيرة خلال هذا الفصل,وتتعرض للعواصف الرعدية في العادة يوميا خلال فصل الصيف,ويتعرض الجزء الغربي من الجزيرة خلال أشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر لبعض الأعاصير العنيفة الممطرة من آن لآخر,وكثيرا ما تدمر العواصف المباني والمحاصيل وتؤدي إلي ارتفاع الأمواج,والفيضانات في الأراضي الساحلية,والمنخفضة,كما تهب علي البلاد التيارات الدافئة خلال فصل الشتاء مما يجعل المناخ معتدلا علي مدار العام ويحل الصقيع أحيانا في المناطق الجبلية.
نظام الحكم
تتشكل الهيئة التنفيذية في كوبا من رئيس الجمهورية والذي يجمع بين منصبي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة,وتتشكل الحكومة من مجلس للوزراء يقوم رئيس الجمهورية باقتراح أعضائه,ثم يعينهم المجلس الوطني لسلطة الشعب.
تتكون الهيئة التشريعية من مجلس واحد هو المجلس الوطني لسلطة الشعب والذي يعد الهيئة العليا بالدولة وهو الجهة الوحيدة ذات السلطة الدستورية والتشريعية بالجمهورية,ويضم أعضاء منتخبين عن طريق التصويت الحر والمباشر والسري لفترة خمسة سنوات,من بين الأعضاء يتم اختيار رئيس الجمعية,ونائب الرئيس,والأمين العام كما يتم أيضا اختيار مجلس الدولة المكون من الرئيس والنائب الأول لرئيس الجمهورية وخمسة نواب آخرين,وسكرتير بالإضافة إلي ثلاثة وعشرين عضوا آخرين.
تعتبر محكمة الشعب العليا هي أعلي سلطة قضائية في البلاد,وينتخب المجلس الوطني لسلطة الشعب رئيس المحكمة ونائبه وباقي القضاة ومن الأحزاب الموجودة بالدولة الحزب الشيوعي الكوبي.
تاريخ كوبا
جاء اكتشاف كوبا علي يد المكتشف كريستوفر كولومبس عام1492,ثم توافد عليها الإسبان ودأ استيطانهم بها منذ عام1511,ونظرا لكثرة ثرواتها انطلقت كوبا سريعا لتصبح واحدة من أغني المستعمرات الإسبانية,ومثل غيرها من المستعمرات تم جلب العديد من الأفارقة لكي يعملوا رقيقا في المزارع الإسبانية,وتزايدت أعدادهم بكثرة في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر,ونتيجة للمعاملة القاسية التي لاقاها الرقيق من الإسبان قاموا بتنظيم ثورة ضد المستعمرين إلا أن الإسبان سارعوا بإخمادها وشنق المشاركين فيها,ثم تبع ذلك قيام أول ثورة للكوبيين ضد الأسبان في عام1821 ولكنها باءت بالفشل هي الأخري,ونتيجة للمعارضة الشديدة والثورات التي توالت بسبب نظام الرق تم إلغاؤه عام1886,إلا أن الثورات والمعارضات ظلت تتوالي مطالبة بالتحرر.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الاستعمار الإسباني بكوبا تقف بعين مترصدة لكي تنتهز الفرصة وتحكم سيطرتها علي الأراضي الكوبية,وذلك نظرا لموقع كوبا الجغرافي المميز,ومواردها الطبيعية والخصائص التاريخية والاقتصادية والاجتماعية لشعبها,وقد حاولت أكثر من مرة شراءها من إسبانيا,إلا إنها لم تنجح في ذلك,وظلت تتحين الفرصة المناسبة من أجل وضع يدها علي الأراضي الكوبية,وكانت أمريكا خلال هذه الفترة لها الكثير من الاستثمارات في كوبا والتي وصلت في عام1895 إلي50مليون بيسو وذلك في مجالات صناعة السكر والسيجار ومناجم الحديد والكروم والمنجنيز.
في عام 1898 وجدت أمريكا الفرصة سانحة لكي تتدخل وتضع يدها علي الأراضي الكوبية,وساعدها في ذلك حالة الاضطراب وزيادة الثورات بين الكوبيين المطالبين بالاستقلال عن إسبانيا,وبالفعل أرسلت الولايات المتحدة أسطولها وجنودها إلي كوبا وتم تحريرها من الإسبان في العاشر من ديسمبر 1898,لتحل أمريكا محلهم وتحتل كوبا عسكريا بعد ثلاثة عقود من الاحتلال الإسباني والثورات,وتنتقل كوبا إلي نوع آخر من الاحتلال.
تمكن الكوبيون من إقامة دولتهمجمهورية كوباعام1902 بعد أن فرضت الولايات المتحدة شروطها التي تضمنها قانون بلاتوالتي اضطر الكوبيون للامتثال لها,من أجل تحرير بلادهم وإلا سوف تظل كوبا تحت الاحتلال العسكري الأمريكي وكان من ضمن الشروط قيام أمريكا باستئجار عدد من الأراضي الكوبية والانتفاع بخليج جوانتانامو وإقامة قاعدة بحرية عليه مقابل دفع ألفي بيسو سنويا كإيجار لكوبا,ووقع علي هذه الاتفاقية أول رئيس لكوبا توماس استرادا بالما.
ويعتمد الاقتصاد الكوبي علي السياحة كإحدي مصادر الدخل المهمة ففي المتوسط يزور كوبا سنويا أكثر من مليوني سائح,وتتمتع الدولة بالعديد من المقومات الجمالية وتأتي الشواطئ الرائعة للجزيرة الكوبية علي رأس هذه المقومات والتي تمتد لمسافة 5746 كم,هذا بالإضافة للنوادي والأماكن الترفيهية,وتعد كوبا هي بوابة العبور إلي أمريكا الجنوبية.
وتعتبر العاصمة الكوبية هافانا أكبر مدينة في الكاريبي من حيث عدد السكان,بالإضافة لكونها المركز الثقافي والسياسي والاقتصادي لكوبا,تم تأسيسها عام1515,ويمتزج الحديث مع القديم في هذه المدينة,كما تم تصنيفها ضمن مدن التراث الإنساني من قبل اليونسكو منذ عام1982,حيث تضم بين شوارعها العديد من المباني والأشكال التراثية القديمة.
ومن المدن الأخري في كوبا نذكر مدينة ماتانساس والتي تعد واحدة من أجمل المدن بكوبا فتمتد بها الأنهار والجسور,ومدينة باوامو الواقعة علي نهر باوامو في الجنوب الشرقي من كوبا وهي المدينة الرئيسية في مجالات النقل والتصنيع والتجارة,وتقع مدينة سانت كلارا في وسط الدولة الكوبية وهي من أكبر المراكز التجارية خاصة في تجارة المعادن وقصب السكر وتربية الدواجن.