يقف نجيب محفوظ علي قمة فريق حوار الثقافات وذلك من خلال طرحه المبكر لرؤية علمية بلا أسطورة,مغايرة لرؤية الحكيم.ومن شأن هذه الرؤية تحقيق حوار الثقافات.
فقد جاء في حيثيات قرار لجنة الأكاديمية السويدية للآداب بمنح جائزة نوبل للآداب عام 1988 لنجيب محفوظ-ككاتب للرواية والقصة القصيرة-أن إنتاجه كان يعني تحولا كبيرا للرواية كعمل أدبي ولتطوير اللغة الأدبية في الدوائر الثقافية الناطقة باللغة العربية.ولعل الإنجاز الذي حققه,وهو أعظم من ذلك.أن أعماله كانت تخاطب العالم ككل.
وهذه العبارات لها دلالتان:الدلالة الأولي هي أن التأريخ للرواية العربية ينبغي أن يبدأ بنجيب محفوظ وليس قبله حيث إنه هو مبدع الرواية كعمل أدبي بالمقاييس العالمية,كما أن إبداعه قد أفضي إلي تطور الأسلوب الأدبي في مجال الثقافة العربية.والدلالة الثانية والعظيمة هي أن مضمون أدب نجيب محفوظ ينطلق من المحلية ولكنه يتجاوزها إلي العالمية لأن أعماله تخاطب العالم برمته.
وإذا كانت الدلالة الأولي تدور علي معيار أدبي,فإن الدلالة الثانية تكشف عن معيار حضاري استندت إليه اللجنة الأكاديمية السويدية في قرارها بمنح جائزة نوبل في الآداب لعام 1988 لأديبنا العربي.
والدلالتان مرتبطتان ارتباطا عضويا,فقد نشأ فن الرواية في أوربا في منتصف القرن الثامن عشر وكان مواكبا لأحداث تاريخية حضارية شكلت تطور الحضارة الحديثة من ثورة صناعية وتحديث واكتشافات علمية.أما المستوي الحضاري الذي ينتمي إليه نجيب محفوظ فلم يمر بالمرحلتين التاريخيتين اللتين حددتا مسار الحضارة الأوربية الحديثة,وأعني بهما مرحلة الإصلاح الديني التي استندت إلي الفحص الحر للكتاب المقدس,وعصر التنوير الذي دعا إلي الإعلاء من شأن العقلانية في جميع المجالات وحرر العقل من كل سلطة خارجة عليه وأخضع كل المحرمات الفكرية للنقد والفحص الحر.
ومن ثم كان إنتاج فن الرواية من داخل التراث العربي,الذي لم يعرف سوي الشعر أمرا مستحيلا,وأصبح التمثل الحضاري لفن الرواية أمرا واجبا حتي نشأ لدينا تراث أدبي يجمع بين محلية الأسلوب وعالمية البناء والرؤية,وعلي الرغم من المحاولات الفذة التي سبقت نجيب محفوظ وعاصرته,إلا أنه هو الذي اختص بالجائزة,ومغزي هذا أن محفوظ يلبي 0احتياجات العالمية,وعندما سئل نجيب محفوظ إثر ترجمة رواية ميرامارإلي الإنجليزية ,عن تقييمه لمؤلفاته ,في إطار الأدب الأوربي,كان جوابه أنها مثل الأدب العربي الحديث تأتي في المرتبة الرابعة أو الخامسة.هذا مع ملاحظة أنه لايفترض اهتمام الكثرة من الأوربيين بالأدب العربي الحديث,إذ أنتجت أوربا مثل هذا الأدب,وسبب ذلك أن هذا الأدب قد نشأ بفعل الإطار الاجتماعي في مرحلة الثورة الصناعية والاجتماعية التي مرت بها أوربا منذ مائة وخمسين عاما,ومعني ذلك والقول مازال لنجيب محفوظ,أن الأدب العربي الحديث ينبغي أن يستعين بتكنيك القرن التاسع عشر وموضوعاته.
بيد أن منح جائزة نوبل لأديب يكتب الأدب العربي الحديث قد دلل علي عدم صحة هذا التصور,بمعني أن الجائزة قد دللت علي مواكبة الأدب العربي الحديث للمعايير الأدبية العالمية الراهنة علي الرغم من أن هذا الأدب يجسد مستوي ثقافيا مغايرا للمستوي الأوربي.
والسؤال الآن:كيف عبر أدب نجيب محفوظ عن وحدة وتنوع الحضارة الإنسانية؟أو بالأدق ,كيف عبر عن وحدة المحلية والعالمية؟
إن الرؤية الكونية الفنية متأثرة بالواقع العيني الذي يفرز الأديب فالأديب يحيا في واقع ملموس يستقي منه التجارب,أي المادة الخام لأعماله والتي يعيد صياغتها طبقا لرؤيته الذاتية,والتي غالبا ما تنطوي علي تمثل للرؤي الكونية الفنية لأدباء آخرين محليين وعالميين,معاصرين وغير معاصرين,بحيث يأتي العمل الأولي في النهاية معبرا عن حصيلة التجارب الأدبية والفكرية لجيل بأكملة,يصوغ الأديب تلك التجارب في قوالب ليست من صنعه هو في أغلب الأحيان ولكنها تخضع لقانون عام يتجاوز محلية الأدب.والقيمة الحضارية لنجيب محفوظ تكمن في أن مراحل تطوره تخطو مراحل الرواية العالمية بكل أشكالها,فقد كتب الرواية التاريخية متأثرا بوالتر سكوت رائد الرواية التاريخية عالميا,كما اعترف بذلك محفوظ نفسه كما أنه تأثر برؤية توفيق الحكيم,من ناحية أخري في البحث عن جذور الشخصية المصرية في التراث الفرعوني.
ثم أبدع محفوظ الرواية الواقعية اللااجتماعية فيالثلاثيةوهي تأريخ أدبي سوسيولوجي للواقع المصري والشخصية المصرية فيما قبل ثورة .1952
أما النقلة منالثلاثيةوما بعدالثلاثيةإلي الروايات السياسية الرمزية التي تنزع نحو الرؤية الميتافيزيقية فياللص والكلابوالشحاذوميرامار والسمان والخريفوثرثرة فوق النيل ومجموعة الحب تحت المطرودنيا اللههذه النقلة الكيفية حدثت عبر روايته العظيمة أولاد حارتناوإذا كان الأدب العربي الحديث يؤرخ له ما قبل وما بعد محفوظ فإن أدب نجيب محفوظ يؤرخ ما قبل وما بعدأولاد حارتنافهذه الرواية علامة بارزة وعميقة الأثر في تطور مسار فكر نجيب محفوظ ورؤيته وتكمن القيمة الحقيقية لروايةأولاد حارتنافي أنها تطرح رؤية حضارية علمانية عقلانية لتطور الحضارة الإنسانية من منظور مادي جدلي يرد المفهوم الميتافيزيقي للخير والشر إلي جذوره الثقافية أي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.فيرمز بالحارة إلي العالم وبالفتوات إلي القوي العالمية المسيطرة علي العالم والمتحكمة في أقداره بالإرهاب والعنف.ويكشف محفوظ,من خلال علاقات اجتماعية تقوم علي الاستغلال,عن جذور الشر الكامنة في هذه العلاقات وهو بذلك ينفي التصور الأسطوري لمفهومي الخير والشر,ويطرح تصورا علمانيا عقلانيا لهما يستند إلي الواقع الاجتماعي والسياسي.
وفي تقديري أن الدعوة إلي العلمانية والعقلانية في أدب محفوظ لها اعتبار جوهري في منح الجائزة لأديبنا لما لها من قيمة عليا في ثقافة تموج بالمحرمات الثقافية.كما أنها دعوة ذات قيمة عالمية حيث انتشار التيار الأصولي المهدد للعلمانية والعقلانية وللحضارة من خلال تصور الحروب علي أنها الحل الأوحد.ومن هذه الزاوية فإن منح جائزة لأدب وفكر نجيب محفوظ لما يمثله من قيم عالمية يثير من جديد قضية المحلية والعالمية,وهي إشكالية قد شغلت مفكري وأدباء العالم العربي ردحا من الزمن وما زالت,وهي مرتبطة بقضية أخري هي الأصالة والمعاصرة,وقد انقسم المفكرون والأدباء ما بين مؤيد للمحلية ومستبعد للعالمية بدعوي التمسك بالهوية القومية والحفاظ علي الخصوصية الثقافية,وبين مؤيد للعالمية المطلقةوهم قلةدون تحديد لمضمون هذا المفهوم.
وقد طرحت إشكالية المحلية والعالمية في مجال الرواية العربية في إطار العلاقة بين الشرق والغرب,أو بالأدق في إطار الصراع بين الشرق والغرب. وقد عبرت الروايات الآتية عن هذا الصراع أبلغ تعبير:عصفور من الشرق لتوفيق الحكيم وقنديل أم هاشم ليحيي حقي,وموسم الهجرة إلي الشمال للطيب صالح.وهذه هي أشهر الأعمال التي تناولت صراع الثقافات وحددت له مسارا مأساويا انطلاقا من رؤية قومية محلية تحذف إمكانية إقامة حوار بين الثقافتين العربية والأوربية وهذا الحذف مردود إلي مفهوم محدد عن الحضارة والإنسان وهو مفهوم يشطر الحضارة شطرين ويفتت الإنسان انطلاقا من رؤية أسطورية أثرية ماضوية فالإنسان في نظر هذه الرؤية,كائن عاجز عن مجاوزة الواقع وليس هذا هو الإنسان كما يدلل علي ذلك تاريخ الحضارة الإنسانية التي أبدعها الإنسان.
والسؤال الآ: ما هو موقف أدب نجيب محفوظ من هذا الصراع؟بالمفهوم الحضاري يمكن تعريف الحوار بأنه القدرة علي الاتصال بين طرفين أو أكثر حول موضوع مشترك يهدف إلي تغيير كل الأطراف المشاركة في الحوار.كما يشترط الحوار الثقافي أيضا حدا أدني من القدرة علي النقد الذاتي,بمعني إعمال الفكر الناقد في أمور التراث الثقافي ,وأخيرا يشترط الحوار بين الثقافات إطارا موحدا للرؤية الكونية أو إطارا مرجعيا يعبر عن مستوي معين من التطور الحضاري.
ومغزي منح الجائزة لنجيب محفوظ هو أنه قد نجح في تجاوز القسمة الثنائية بين الشرق والغرب,وذلك لأنه استطاع النفاذ إلي ماهو إنساني وموحد بين البشر انطلاقا من وحدة الحضارة الإنسانية مع تعدد مستوياتها,وإلي أن الصراع عارض وتاريخي وليس أبديا.نشرت رواية أولاد حارتنابعد سبع سنوات من الصمت كان يراقب فيها محفوظ مسار التطور الاجتماعي والسياسي بعد 1952,وقد ألف محفوظ هذه الرواية بدافع يرنو إلي ثورة اجتماعية جذرية أصيلة تقوم علي أسس علمية.والرواية تصور الحضارة الإنسانية بمفهوم نقدي للرؤية الكونية الدينية بهدف تصفيتها مما فيها من روح أسطورية,وهذا التأويل العلماني للرؤية الكونية الدينية يرد الروحي إلي الزماني وذلك بتصوير الله والأنبياء تصويرا بشريا في إطار علاقات طبقية اقتصادية وسياسية ويري محفوظ أن هذه العلاقات هي التي تحدد محاولة الإنسانية استرداد الفردوس الأرضي المفقود,ومن هذه الزاوية كان محفوظ يصفي مفاهيم الله والأنبياء والخير والشر من المضمون الأسطوري واستنادا إلي الأمثولة الدينية كان محفوظ ينفي التفسير الأسطوري للواقع الاجتماعي مع الإبقاء عليه.وبذلك يقيم علاقة جدلية بين الأسطورة والواقع ناشئة من تناقض جدلي بين رؤيتين كونيتين متناقضتين واستنادا إلي الأمثولة أيضا فإن نجيب محفوظ يحذف البعد الروحي ويفسر العلاقات الإنسانية في إطار علاقات الاستغلال ومن ثم يرد العلاقة بين الله والإنسان إلي العلاقة بين الإنسان والإنسان.وهكذا يغير محفوظ مكان وزمان الأمثولة فيكشف عن العلاقة الجدلية بين واقع الأمثولة والواقع الاجتماعي ومن أجل إزالة وهم واقع الأمثولة يزيل محفوظ التناقض بين الرؤية الكونية العلمانية والرؤية الكونية الدينية مستندا في ذلك إلي المنهج العلمي,وبالأخص الاشتراكية العلمية باعتبارها المخرج الوحيد من الاستغلال الاجتماعي,بل المخرج الوحيد لاكتشاف وهم الخير في المجتمع الاستغلال وعلاجه بالتغيير الجذري للنظام الاجتماعي الذي يفرز الإستغلال ومع ذلك فهذه المحاولة الجسورة قد أجهضت بسبب تدخل الأزهر,وعلي الرغم من المكانة المرموقة لنجيب محفوظ إلا أنه قد اضطر إلي نشر روايته في بيروت بعد أن نشرت مسلسة في جريدة الأهرام وذلك إثر قرار المنع من الأزهر. وقد اتجهه نجيب محفوظ إلي الرمزية بعد أن خاب أمله في ثورة 1952, وانتابه اليأس ولم تكن الرمزية سوي قناع لنقده الاجتماعي وهذا التكنيك الجديد ليس إلا نقطة تحول في الرؤية الكونية لمحفوظ إذ سيطرت عليه فكرة الوهم أو ما يمكن تسميته بالواقعية اللا اجتماعيةوسادت في ذهنه فكرة الثورة بين الواقع والوهم وهي الفكرة المحورية في أعمال محفوظ الراهنة.
كما تصور أن الثورة قد منيت تقريبا بالفشل التام,لأن المفاهيم الغربية مثل المساواة الاجتماعيةوحرية الفردليس لها معني في مصر حيث النظام الشمولي لايسمح بالمعارضة ويكتفي بترديد شعار الديموقراطية والحرية السياسية ويعيد توزيع الثروة والسلطة علي نخبة جديدة وقد عبر عن هذا التأويل لفشل الثورة في سلسلة من الروايات ابتداء من عام 1961,وكلها تدور علي الصراع بين الوهم والواقع وبعد أن أجهضت محاولته التنويرية التي قدم فيها حلا لثورة اجتماعية وجذرية استنادا إلي تعقل الأسطورة اتجه محفوظ إلي تأويل فشل الثورة الحتمي بغياب الأساس العلمي والعقلي الواضح المطلوب لتوجيه الثورة,وهيمنة الفكر الديني وبهذا المعني يمكن القول بأن الواقع تحول إلي وهم,أ ي أن ماهو واقعي تحول إلي مظهر وأثار وهما أنه واقعي وفي عبارة أخري يمكن القول بأن محفوظ ارتأي أن الإجراءات الاشتراكية في عام 1961 من حيث هي خطوة جذرية لتغيير الأبنية الاجتماعية والاقتصادية ,ليست حقيقة,إنها مجرد تغير كمي للواقع,أي ليس تغيرا كيفيا,بل مجرد إضافة إلي بناء قائم ومتعفن تصورته السلطة السياسية تغيرا وتصوره محفوظ علي أنه وهم وفي هذه الحالة فإن الوهم بديل عن الواقع ,ومن ثم فإن أي أمل في التغيير هو من قبيل العبث.
ويبدو أن محفوظ يتفق مع قول فرويد المؤثر في تشكيل فكر محفوظ فيما ورد في كتابهمستقبل وهم:ثمة احتمال في وجود كنز نعثر عليه بالحفر قادر علي إثراء الحضارة وجدير بإجراء تجربة لتربية لادينية فإذا ثبت أن هذه التجربة ليست كافية فأنا علي استعداد للتراجع عن الإصلاح ,والعودة إلي حكمي الوصفي القديم وهو أن الإنسان مخلوق ضعيف العقل ومحكوم برغباته الجنسيةومن هذه الزاوية يمكن تأويل رواية محفوظ أولاد حارتناعلي أنها تفسير فني لآراء فرويد الواردة في كتابة سالف الذكر.ومع ذلك فحيث يري فرويد الوهم مرتبطا بالعصاب يراه محفوظ مرضا اجتماعيا وليس ظاهرة عصابية .
وأيا كان الأمر فإن محفوظ قد تراجع عن رؤيته المستقبلية للثورة الاجتماعية فحذف بعدا أساسيا من أبعاد الزمان وحصر أعماله في قضايا حاضرة وماضوية وذلك بسبب التطور السلطوي للنظام المصري واليأس من إمكان التغيير بسبب العجز عن حل الصراع المزمن بين العلم والدين,وهيمنة الوهم علي الواقع وهكذا يصور محفوظ الإنسان في إطار قوي سياسيةواقتصادية واجتماعية تجمد حريته الشخصية وتسبب له إحباطا عقليا وعاطفيا,ومن ثم فإن الديالكتيك بين حرية الإنسان واستقلاله وبين القوي القهرية التعسفية في العالم الخارجي هو البناء السائد في روايات محفوظ الأخيرة.وينعكس الصراع بين الفرد والمجتمع علي الإنسان المغترب الذي هو غالبا ما يكون المثقف ولهذا فإن بطل محفوظ في أزمة وهو ليس مفهوما إلا في إطار الاغتراب ,الرؤية العدمية التشاؤمية للوجود الإنساني تعكس الوجه السلبي لتطور المجتمع واغتراب الإنسان عن النظام الاجتماعي استنادا إلي المؤسسات السياسية,وهذه الرؤية تبين كذلك أن هذه المؤسسات التي أنشأها النظام تباعا لم تحدث أي تغيير في القيم بحيث تحل القيم الجديدة محل القيم القديمة وأن التغيير المادي الذي أحدثته بعض القوانين السياسية الإصلاح الزراعي والتأميم والقوانين الاشتراكيةلم يواكبه تغيير جذري في القيم الأخلاقية والثقافية إلي الحد الذي يتحرر فيه الإنسان من الوهم ومن ثم فقد اغترب الإنسان عن وجوده الاجتماعي والسياسي وأيا كان الأمر فإذا كان المجتمع موجها بالسلطة السياسية فإن انتزاع هذه السلطة يعني استبدالها بالجماهير وليس بالإنسان الفرد علي نحو ما يذهب محفوظ.
ومع ذلك فإن وضع المجتمع في فراغ علي نحو ما يريد محفوظ بسبب تركيزه علي الفرد مردود إلي غياب رؤية مستقبلية,وذلك لأنه إذا كانت المؤسسات السياسية لها سلطة مستقلة تتجاوز الإنسان الفرد وتتحكم فيه فإن الاغتراب,في هذه الحالة ناشيء من عزل الإنسان عن منتجاته – المؤسسات السياسية-ومن تجاهل إمكان إعادة المؤسسات إلي الجماهير.وهي المالك الحقيقي.ويتجاهل محفوظ حقيقة أن التحرر الإنساني -كما يري ماركس-ممكن بشرط أن تكون الحياة السياسية والاجتماعية في وحدة عضوية,وأنه ممكن كذلك بشرط وجود قيم اشتراكية ولكن عندما يحذف محفوظ المستقبل ويثبت الزمان فإنه يحذف إمكان التغيير ويحيل قضية اجتماعية تاريخية عابرة إلي مشكلة أنطولوجية وبعد حذف المضمون الاجتماعي والتركيز علي البطل الفرد يستكمل محفوظ عن وعي أو غير وعيعملية إجهاض العقل ومن ثم نفي أي إمكان للثورة.