نظرة الأدب للطفل..ماذا عساه أن يكون؟هل رمز للضعف في مقابل قوة الكبار ويعاني تسلط المجتمع الأبوي المتمثل في المنزل والمدرسة؟هل رمز للمخلوق المعدم الذي يعيش مآسي أطفال الشوارع…؟أم فنان يواجه قيودا بالية قد تؤدي إلي انزوائه…؟
إن هذا وذاك ناقشتهوطني..فماذا كتبت
سر ملكة الملوك
في اليوم الذي يتوجني فيه الكهنة شريكة في الحكم,لابد أن يكون كل فرد من أفراد الشعب قد وجد عملا يشعر بالفخر عندما يؤديه ويستحق عنه مقابلا أو أجرا يشعره بالكرامة والاستقلال..حلمي الكبير أن أري ابتسامة السعادة علي وجه كل إنسان في بلدي…
هكذا كتبتوطنيعلي لسان ملكة الملوكحتشبسوتمن خلال روايةسر ملكة الملوكلأديب الأطفال الكبير يعقوب الشاروني والتي حازت من قبل شهادة تقدير خاصة من قبل اللجنة العليا لجائزة أدب الأطفال في مسابقة سوزان مبارك لأفضل مؤلف للأطفال.
جاء اهتمام وطنيبهذه الرواية لسببين رئيسيين,فهي تدور حول حياة الملكة القوية الناجحة حتشبسوت التي حكمت مصر منفردة منذ 3500 سنة,وهي إذ حكمت البلاد لمدة21سنة ولم تقم ضدها أية قلاقل أو ثورات في الداخل أو الخارج لهذا فهي نموذج رائع لقدرة المرأة علي قيادة سفينة الحكم بنجاح في زمن لم يكن يعترف للمرأة بأن تصبح ملكة إلا إذا كان بجوارها ملك ,لقد اهتمت حتشبسوت في الداخل بأن يجد كل إنسان عملا,لذلك يعتبرها التاريخ من بين أعظم البنائين في تاريخ مصر,فقد أقامت المعابد والمسلات,ومن أهم آثارها الباقية.معبد الدير البحري في الأقصر,كما حفرت الترع والقنوات للري في الداخل وتسهيل السفر للخارج,كل هذا أشاع مناخ السلام والرضا في البلاد,لقد آمنت أيضا إنه إذ انشغل المجتمع المصري بالإنتاج في سبيل التصدير وبيع منتجات مصر للبلاد الخارجية,وفي ذات الوقت انشغال أهل البلاد الخارجية في الإنتاج لبيع منتجاتهم إلي مصر,فإن هذا سيؤدي إلي حرص الجميع علي السلام.وهو ما نجحت فيه تلك المرأة كل النجاح.
أما السبب الثاني لأهمية تناول وطنيلهذه الرواية يأتي من أنها ترسم صورة شديدة الحيوية والقوة للملكة المرأة التي أقنعت الرجال بشخصيتها الفريدة وعقلها الراجح…
وهكذا تناولت وطنيقيمة العملوإرسائها لدي الطفل بإعطائه نموذجا ومثلا أعلي بهذه المرأة الفريدة وتأكيدا لهذا المعني اهتمت وطنيبما قاله المؤلف في نهاية الرواية.قال الراوي:ظل مئات الكهنة الأمناء يتناقلون سرا قصة نجاحها العظيم,ينقلونها شفاهة من جيل إلي جيل علي مدي مئات وآلاف السنين إلي أن سجلها من سمعها عنهم من المؤرخين في القرون الأخيرة قبل الميلاد, مؤكدين أن الشعب لم ينس أبدا سنوات الرخاء التي عاشها في ظل السلام,الذي حرصت عليه ملكة الملوك حتشبسوت,وهكذا انتصر التاريخ في النهاية.
الطفل الصغير الكبير…
أما الشاعر البريطانيوليم بليكفوصلت اهتماماته بالطفل إلي منزلة رفيعة للغاية إذ اتقدم الطفل القابع بداخله وكتب قصائده الشهيرةأغاتي البراءة والخبرة في عالمناالتي تصف عالم الطفولة ببراءته وبكل مافيه من نقاء ومسرح ولهو وصفاء واستجابة للحب.
هكذا عبر الدكتورجورج تكلافي مقاله علي صفحات وطنيتحت عنوان الطفل الصغير-الكبير عند وليم بليكوالذي كانت فحواه كيف يشعر الكبار ببراءة الأطفال إذ كانوا أطفالا يوما ما.
يقولوليم بليك:
أيها الحمل الصغير هل تعرف
من صنعك
سأجيبك أنا أيها الحمل الصغير
فهو مثلك طفل
اسمه مثلك
ويسمي نفسه حملا
وقد كان طفلا
أنا الطفل وأنت الحمل
وكلانا نسمي باسمه
في العبارات السابقة المتكلم يرمز لكل كائن صغير والإ شارة للسيد المسيح,والطفل هو رمز البراءة.
أما في قصيدةالولد الأسودعبر بليكعن التمييز العنصري وبشاعته فقال:
ولدتني أمي في البراري الجنوبية
وأنا أسود ولكن روحي بيضاء
الطفل الإنجليزي أبيض كالملاك
وأنا أسود وكأني محروم من الضياء.
هكذا عبربليكعن كل الأطفال في قصائده وعن مشاعره لو كان مكانهم يوما ما..
وقد اهتمتوطنيبكل من كتب عن الطفولة وما يخصها فأفردت صفحة الأدب مساحات عديدة علي مدار خمسين عاما لقضية الطفولة.
الطفل وفكرة الموت
في كتاب ألف ليلة وليلة عشرات القصص التي تقصها شهرزاد لشهريار,وقد زخرت هذه القصص بالأحداث والأبطال وفاضت بالخيال والأعاجيب..يأتي الموت كختام هاديء لكل شيء ولا ينتقص من روعة القصة ولا من حياتها النابضة ..كانت تلك العبارات ما استهل به الكاتب منتصر ثابت مقاله المتميز الذي نشرته تحت عنوان كيف نقدم فكرة الموت للطفلحيث عالج فيه من خلال سرد عدة قصص كيف نسمو بفكرة الموت عندما نقدمها لصغارنا.
إحدي أروع القصص التي خدمت مقال منتصر ثابت قصة لأوسكاروإيلد بعنوانالعملاق الأنانيتحكي عن عملاق كان يملك حديقة رائعة عندما عاد من سفره وجد الأطفال يلعبون فيها فغضب وطردهم وبني سورا عاليا يحجبها عن الأطفال .
حطت الطيور علي الحديقة فلم تجد الصغار فرحلت,وعندما جاء الشتاء وجد المكان مؤهلا نام العملاق وانتظر قدوم الربيع بعد الشتاء لكنه لم يأت لأن الربيع دائما يبحث عن الحب والزهور والأطفال وفي يوم استيقظ العملاق علي صوت بلبل فنهض فرحا ونظر من نافذته يستطلع الأمر,وإذا بعينيه تقعان علي الأطفال وقد دخلوا إلي الحديقة من ثقب في السور العالي واختبأ كل منهم خلف فرع شجرة فعادت الطيور إلي الحديقة ومعها الربيع وتساقطت الثلوج فوق الأشجار.
شاهد العملاق طفلا صغيرا يحاول الصعود لشجرة دون جدوي فهبط بسرعة وأخذه بين يديه وأصعده فقبل الطفل الرجل العملاق..فرح العملاق وهدم السور ثم عاد ليبحث عن الطفل الذي منحه القبلة ولم يجده.
مرت السنون والعملاق يفتح الحديقة للأطفال وينتظر هذا الطفل ولايأتي حتي أصبح العملاق كهلا لكنه ظل ينتظر الطفل وإذا به يطل من شباكه فيري الطفل يجري نحوه بسرعة فيهرع إليه ليحتضنه ويسأله ماذا استطيع أن أفعل من أجلك؟. قال له الطفل أنا قادم لأرد الجميل وآخذك لتلعب معي في حديقتي بالسماء كما لعبت في حديقتك علي الأرض..!
عندما عاد الأطفال في اليوم التالي وجدوا العملاق ميتا وقد غطته الورود البيضاء.هكذا قدم وإيلد الحب الذي نزرعه في حياتنا ويستمر بعد مماتنا فرسم صورة سامية لفكرة الموت لدي الطفل.
ومن الإبداع إلي الصحافة الثقافية ,ومن ذلك ماتناولته وطنيتحت عنوان:قلب واحد..لماذا؟تضامنا مع ما أرسته مجلةقطر النديأيضا من مباديء قبول الآخر في الدين لدي الأطفال حيث تناول بابقلب واحدالفضائل الدينية من خلال نصوص وردت بكل من التوراة والإنجيل والقرآن .
وأحد أهم الموضوعات التي عرضتها وطني: رسالة ماجستير في الإعلام للباحثة الدكتورة نهي عاطف العبد تحت عنوان:علاقة الطفل المصري بالقنوات الفضائية العربية قام بعرضها د. ثروت فتحيوالتي توصلت فيها إلي نتائج مهمة في عالم مشاهدة الأطفال للبرامج والفضائيات أهمها:إن نسب مشاهدتهم للأغاني العربية والأفلام العربية والأجنبية وكذلك المسلسلات سجلت أعلي نسب,وقد خلصت الرسالة فيما خلصت إلي أنه يجب تدريب صناع البرامج المعنية بالطفل علي مايجب أن يقدمونه إليه ويحمل قيما ومباديء مصرية أصيلة مع إنتاج مواد إخبارية مبسطة تتلائم مع مستويات فهم الطفل لإنتاج جيل مهتم بشئون وطنه,كذلك الاهتمام بما يسهم في تطوير مهارات الصغار ويشجع علي التفكير والإبداع.