تجسد الله الكلمة في ابنه يسوع المسيح, مولودا من العذراء الطاهرة مريم في مذود بيت لحم بفلسطين, مكان مظلم وقذر, بين حيوانات كثيرة يتنفس معها ولما كان الشتاء باردا وقارصا, لفته بقماط أي قطعة من قماش, ليقيه من البرودة ويعطيه إحساسا بالأمان.
فكر الله وفكر مريم تجاوز ثوابت الطبيعة. لم تخش عليه من مرض, وحتي في هروب العائلة المقدسة إلي مصر والعودة, لم يمرض الطفل يسوع, ولم تتخذ احتياطات وقائية, فالمتأمل في هذا المناخ وقتئذ, يجد اختلافا في رؤيتنا وتعايشنا لمناخ اليوم. أقول أننا حاليا نقلق ونخاف فيما أصابنا من أمراض صغارا وكبارا, من إنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها, والسبب هو أننا نعيش التجسد بلا حب, بل مجرد ذكري ميلادية تسودها الفرحة والذركشة!, حيث لم يكتمل فينا فكر المسيح الذي يشفي كل الأمراض والخطايا. ونحن إذ نعيش فرحة العيد علي أعتاب عام جديد بمن تجسد ولم يمرض, لننظر إلي يسوع الشافي ونجول نصنع خيرا, ونتمسك بقبول نعمة الخلاص بالمضي في مسيرة التجدد بالروح, لنرث الملكوت السماوي.