من محبة الله للبشر وتنفيذا للعدل الإلهي بسبب خطية آدم تجسد الابن الكلمة ليردنا إلي الفردوس الذي طردنا منه ليتك تشق السموات وتنزل (إشعياء 64:1) أشرق المسيح علي البشرية بنوره وأعطي المؤمنين به عطايا الخلاص من الخطايا والغفران والنور والمجد ونعمة البنوة وحياة البر والقداسة ومنحنا الخلود والحياة الأبدية لأنه الطريق والحق والحياة الذي قال وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل (يوحنا 10:10) قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك. لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم. أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يري فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك (إشعياء 60: 1-3) ويتنبأ داود النبي عن تجسده من القديسة العذراء مريم وميلاده الأزلي من الآب قبل كل الدهور بقوله الرب قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك اسألني فأعطيك الأمم ميراثك وسلطانك إلي أقطار الأرض (مزمور 2: 8,7). بهذا نتذكر ميلاد الرب يسوع المسيح الأزلي من الآب قبل كل الدهور كما نتذكر تجسده من العذراء مريم وميلاده البتولي وحلوله بيننا كنور حقيقي أشرق علي الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي ينير لهم السبيل إلي الحياة الأفضل ويبين الميلاد الأزلي للابن من الآب ويذكرنا بالميلاد الزمني للابن من العذراء الطاهرة مريم في ملء الزمان وأنه جاء ليملك علي الأمم وعلي أقطار الأرض ملكا روحيا ولا يكون لملكه نهاية.
وعند ميلاد المسيح بالجسد قال ملاك الرب للرعاة لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب (لوقا 2:11) وهتفت الملائكة المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة (لوقا 2:14) ذهب الرعاة وسجدوا لله في المذود حيث ولد المسيح ونجم أشرق في العلاء وأرشد المجوس فذهبوا وسجدوا له وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا إشارة إلي أنه ملك الملوك ورب الأرباب وأنه رئيس الكهنة الأعظم الذي قدم نفسه ذبيحة من أجلنا لخلاصنا وللآلام التي قاساها علي الصليب. فميلاد المسيح له فاعلية في حياتنا نتعلم منه التواضع والوداعة والمحبة. جاء ليدعو إلي السلام سلاما أترك لكم سلاما أعطيكم (يوحنا 14:27). وبالإجماع عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد (1تيموثاوس 3:16) إن سر التجسد هو نور الخلاص نور الفداء نور الحرية نور البنوة هو سر الوحدة المقدسة وحدة الكنيسة جسد المسيح وحدة الأمم بتجسد الابن ليردنا إلي الفردوس وأعطي المؤمنين به عطايا الخلاص والغفران والنور والمجد ونعمة البنوة وحياة البر والقداسة ومنحنا الخلود والحياة الأبدية. هذا هو كلمة الله الأزلي الأبدي المولود من الآب قبل كل الدهور.