** عندما تجلت السيدة العذراء فوق كنيستها بالزيتون سنة 1968 كنت مكرسا وقتها في بني سويف, وعندما بدأ الناس يتحدثون عن ظهورات العذراء وبعدها بدأت الجرائد تكتب وتنشر أحببت أن أري العذراء لارتباطي وحبي الكبير لها.
* توقف نيافة الأنبا موسي برهة وقال بالنص: العذراء دي غالية علي جدا جدا ولي معاها كلام كتير.. وفي كلمات بسيطة عبر نيافته عن محبته للأم الحنون الشفيعة والدة الإله من خلال موقفين:
** اعتدت كلما صادفتني مشكلة أن أطلب من العذراء حلا لها.. وفي إحدي المرات تأخرت في الاستجابة, فتأثرت وصعب علي – كنص تعبيره – فذهبت إلي الكنيسة ووقفت أمام الأيقونة التي أحدثها دائما.. قلت لها معاتبا: كده برضه أدخلك في الموضوع تقومي تسيبيه يتعقد.. واكتفيت بهذا العتاب, وأثناء خروجي من الكنيسة وجدت نفسي أمام أيقونة مارجرجس فوقفت مبهورا به, وبمجرد أن طاف بفكري أن أدعوه ليشد حيله معايا أحسست بالخجل, وقلت لنفسي مش معقولة أطلب من حد تاني, وواصلت عتابي للعذراء بعد خروجي من الكنيسة, وأنا أدعوها لتضع حلا للمشكلة.. ولم أنتظر طويلا.. في اليوم التالي جاءني الحل, وكان أشبه بمعجزة.. حقا إنها الأم الحنون فعلا.
** الموقف الثاني عندما ذهبت إلي أمريكا لأول مرة.. زرت أسرة بروفيسور كبير – الدكتور ذكي – وحدثتني زوجته الأمريكية – بيرل – عن الكتاب الذي كتبته عن ظهور العذراء, وأهدتني نسخة – هذا كان حوالي سنة 1970 – وكم كانت فرحتي وسعادتي عندما بدأت في قراءته حتي أنني لم أتركه إلا بعد أن أنهيت قراءته بالكامل رغم أنني كنت في زيارة سريعة لأمريكا.. ومضت السنوات إلي أن وجدت نفسي بقرارمن قداسة البابا شنودة الثالث في اللجنة البابوية للاحتفال بالعيد الأربعين لتجلي العذراء.. وسألت أبانا بطرس جيد عما إذ كانوا سيجمعون مادة نشر عن الظهورات.. وتذكرت علي الفور هذا الكتاب وقلت له إن كاتبة وباحثة أمريكية تدعي بيرل ذكي أصدرت كتابا بعنوان Apparition Of Saint Mary وأعطتني نسخة منه في زيارتي لأمريكا, ولكنني لا أعرف أين وضعته فقد مضي علي هذا حوالي ثلاثين سنة, ووعدته أن أحضر له الكتاب, وأخذت أبحث عنه في مكتبتي, وفي كل مكان يمكن أن أكون وضعته فيه ونسيته, وأجهدت نفسي في التفكير ربما أكون قد أعرته لأحد.. ولكن دون فائدة, وفقدت الأمل واعتذرت لأبينا بطرس.. وبعدها بأسابيع سافرت إلي أمريكا لحضور أحد المؤتمرات, وذهبت إلي بيت القمص أثناسيوس فرج الذي يستضيفني دائما, وعندما دخلت الحجرة التي يخصصها لمبيتي في منزله وجدت المكتب الصغير في ركن الحجرة خاليا علي غير المعتاد إلا من كتاب واحد.. اقتربت منه فوجدت نسخة من كتاب بيرل ذكي وكم كانت سعادتي لحظتها, إنني وجدت نسخة من هذا الكتاب, وحمدت الله, وأخذت الكتاب من علي المكتب ووضعته بين يدي وأخذت أقلب فيه.. بمجرد أن فتحت أول صفحة عرفت أنها النسخة المفقودة, وكان أعلي الصفحة كلمات الإهداء وتوقيع بيرل لي.. أدركت أنني نسيت هذه النسخة في هذا البيت منذ ثلاثين عاما!!..
أخذت أحدث أمي الحنونة.. قلت لها: بعد كل هذه السنين لم تتركيني واحتفظتي لي بالكتاب إللي ماكنتش عارف راح أجيبه منين.. حقيقي الست العذراء حاضرة معانا, عايشة فينا, ياليت كل واحد يعمل معاها علاقة شفاعة, فسيجد حنية وبركة.. حقيقي لا شفنا زيها ولا هنشوف زيها أبدا.. إنها أم جميع القديسين وأم النور.