أثارت أنباء اقتراب توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لإيران مخاوف من إمكانية انزلاق أطراف عديدة للتورط في هذه الحرب, والتسبب في زيادة التوتر الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط, جاء ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة ”فايننشال تايمز” البريطانية الصادرة أول أمس الجمعة أن إيران واصلت برنامجها النووي عبر تركيب أجهزة حساسة جديدة للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.
وأشارت الصحيفة إلي أن دبلوماسيين غربيين في العاصمة النمساوية فيينا – حيث مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية – أكدوا أن طهران ركبت 300 جهاز للطرد المركزي من الجيل الثاني في مفاعل ”نطنز” النووي وسط إيران, وأضافت ”فايننشال تايمز” أن هذه الأجهزة التي يعتقد أنها صنعت في إيران أكثر قدرة وفاعلية من أجهزة الطرد المركزي الباكستانية – التي يستخدمها الإيرانيون بشكل معلن حتي الآن.
هذا وقد عززت المعلومات التي ذكرتها صحيفة ”ديلي تلغراف” البريطانية – والتي أوضحت أن الصين كشفت للأمم المتحدة عن جهود طهران للحصول علي تكنولوجيا تتيح لها امتلاك القنبلة النووية – من اقتراب توجيه ضربة أمريكية استباقية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية. وذكرت الصحيفة أن القلق الدولي بشأن البرنامج السري الذي تجريه إيران في المجال النووي زاد في الأسابيع القليلة الماضية بعد أن اكتشف المسئولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران حصلت علي المعلومات الضرورية لتصنيع أسلحة نووية.
أضافت ”ديلي تلغراف” أن الصين قررت التعاون مع المفتشين الدوليين بعد أن تبين أن وثائق عثر عليها مع مسئولين في البرنامج النووي الإيراني كانت تحتوي علي مخططات تتعلق بكيفية استخدام اليورانيوم في تصنيع الرؤوس الحربية. وحول اختبار طرق لتفجير المواد المشعة. فضلا عن الحصول علي تكنولوجيا ذات استخدامات مزدوجة.
وذكرت تقارير عسكرية أمريكية أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سيهاجم إيران قريبا قبل نهاية ولايته, مضيفة أن الهدف من جولة نائبه ديك تشيني الأخيرة في المنطقة كان اطلاع من يزورهم علي موعد الهجوم, ويعتقد المحللون أن تشيني جاء من أجل تهيئة المنطقة للحرب المقبلة ضد إيران وسورية وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة, وتوزيع الأدوار علي الحلفاء, كل حسب إمكاناته وموقعه, ولهذا اختار الدول التي زارها بعناية شديدة, وضمت سلطنة عمان والسعودية وإسرائيل ورام الله وتركيا.
من جانبه حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مقابلة مع وكالة الأنباء اليابانية كيودو من أن تخصيب بلاده لليورانيوم ”غير قابل للتفاوض” وقال نجاد إن إيران دولة نووية ولا سبب لديها للتخلي عن هذه التكنولوجيا وإذا كان لابد من شروط مسبقة فعلينا نحن أن نضع الشروط المسبقة. واستبعد الرئيس الإيراني استئناف المفاوضات مع الممثل الأعلي لسياسة الاتحاد الأوربي الخارجية خافيير سولانا.