* احتفلت الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة مساء السبت الماضي -ليلة عيد القيامة المجيد- بذكري قيامة المسيح من بين الأموات, ترأس الاحتفال الدكتور القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر, بحضور اللواء كريم الدين والي مندوبا عن الرئيس محمد حسني مبارك, الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة, عبدالمنعم موزة ممثلا لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر, اللواء رؤوف مصطفي نائبا عن اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية, فضيلة الشيخ فؤاد عبدالعظيم وكيل أول وزارة الأوقاف نائبا عن الدكتور محمد حمدي زقزوق وزير الأوقاف, الأستاذ جرجس صالح الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط, وسفير ساحل العاج بمصر, وكثير من القيادات السياسية والتنفيذية والشعبية.
هذا وحضر الاحتفال المئات من أبناء الكنيسة الإنجيلية معربين عن سعادتهم بذكري قيامة المسيح المخلص, فاصطفوا داخل الكنيسة يسبحون ويرتلون مما اهتزت له مشاعر كل الحضور في خشوع ممزوج بالفرحة. وحرصت الكنيسة الإنجيلية أن تذكر أبناءها بكلمات الكتاب المقدس عن قيامة المسيح, حيث ذكرت العديد من قراءات الإنجيل المقدس وسط ترانيم وتسابيح القيامة التي لم تنقطع, وفي نهاية الاحتفالية تحدث الدكتور القس صفوت البياضي قائلا: إن يسوع الناصري برهن أنه من قبل الله بعجائب وآيات صنعها الله بيده… وكما يقول داود: الرب أمامي في كل حين, إنه عن يميني لكي لا أتزعزع لذلك سر قلبي وتهلل لساني حتي جسدي أيضا سيسكن علي رجاء لأنك لا تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يري فسادا. عرفتني سبل الحياة وستملأني سرورا مع وجهك.
وأضاف الدكتور القس صفوت البياضي دعوني أحدثكم يا إخوتي في مناسبة عيد القيامة عن اللغة الجديدة وإشراقة الأمل, فتسمعنا هذه اللغة في كلمات تلميذي عمواس كنا نرجو أنه المزمع أن يفدي. لاحظوا تعبير كنا نرجو, العالم يعيش اليوم لغة الحسرة وفقدان الرجاء والبكاء علي اللبن المسكوب ولكن دعوة القيامة تنادينا أن نقوم ونبني الأمل الذي نظن أنه ضاع ونقيم قواعد الرجاء في حياة الفرد والجماعة والأمة.
كما أريد أن أحدثكم يا أحبائي عن قيمة أخري من قيم القيامة وهي ماذا بعد الموت! ففيما نحن نفكر في الموت -لا سيما في الأعياد- فإننا نذكر أحباءنا الذين رحلوا عنا, ولكن اليوم نحن نفكر فيما وراء القبر وما هو بعد الموت, نحن سنكون في حالة أفضل عندما تفني الأجساد ونكون معه كل حين, فالقيامة يا أحبائي هي التي جعلت مع المسيح ذاك أفضل جدا… القيامة هزيمة الموت.
وفي ختام كلمته دعا الدكتور صفوت البياضي من أجل سلام العالم والكنيسة, وأصي شعبه بالتأمل في قيامة المسيح قائلا: ارفعوا عيونكم إلي فوق, إلي ما هو أبعد من قبر خال أو أكفان باردة أو أحجار جامدة, اطلبوا ما فوق, إنها دعوة لقيم جديدة فاقبلوها وتمتعوا ببركاتها.
** بعد انتهاء الصلاة بالكنيسة الإنجيلية ذهبت وطني لتلحق بموعد بدء صلاة قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية العذراء مريم للأقباط الكاثوليك بمدينة نصر, بعد الأحزان التي عاشتها الكنيسة مع سيدها ومخلصها يسوع المسيح بصلبه علي خشبة الصليب, وبعد الألحان الحزينة التي عاشتها الكنيسة ومراحل ضرب الصليب ودفن المخلص, أوقدت الشموع وأضيئت الأنوار ودقت الأجراس بفرحة عظيمة… فرحة قيامة مخلصنا الصالح من بين الأموات, ومع دقات الساعة التاسعة مساء -ليلة العيد- دخل إلي الكاتدرائية غبطة البطريرك الأنبا أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك وسط الألحان وتسابيح القيامة ليترأس صلاة قداس العيد, وشاركه في الخدمة نيافة الأنبا يوحنا قلتة والأنبا بطرس فهيم نائبا البطريرك, ولفيف من الآباء القمامصة والكهنة الشمامسة والرهبان والراهبات وحضر قداس العيد لتقديم التهنئة اللواء سيد معتز حسن أمين رئاسة الجمهورية مندوبا عن الرئيس محمد حسني مبارك, اللواء حسن عبدالحي مساعد مدير أمن القاهرة مندوبا عن وزير الداخلية, المهندس محمد مختار نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية مندوبا عن محافظ القاهرة, اللواء حسن رئيس حي شرق مدينة نصر ومصطفي السلاب عضو مجلس الشعب.. وفي رسالة العيد قال غبطة البطريرك الأنبا أنطونيوس نجيب: المسيح القائم من بين الأموات حي, يدخلنا في سر حبه الإلهي لينتصرفينا علي الشر, ويمنحنا نصيبا في الحياة الأبدية. وكما أن الموت لم يمنع المسيح من أن يقوم من بين الأموات, هكذا لا شئ قد يحدث لنا في الحياة, يستطيع أن يمنع يسوع من أن يعمل فينا بقوة القيامة, مضيفا أن المسيح لم يقبل الآلام والموت علي الصليب ليكون ضحية منهزمة وإنما ليحرر الإنسان من تسلط وسيادة الخطيئة, لقد قام المسيح وفتح لنا الطريق إلي الحياة الحقيقية.
وختم غبطته قائلا: في هذا المساء المبارك نرفع قلوبنا وصلواتنا إلي الله تعالي, ملتمسين منه أن يملأها بالحب والرحمة والسلام, ساعين إلي أن نعيش لما هو سماوي لننعم بفرح القيامة.
** وفي صباح يوم العيد -19أبريل 2009- شهدت دار بطريركية الأقباط الكاثوليك توافد المهنئين واستقبلهم غبطة البطريرك الأنبا أنطونيوس نجيب بحفاوة وترحاب معبرا عن تقديره لمشاعرهم الطيبة, فحضر للتهنئة بالعيد الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة, اللواءحسن مختار نائب المحافظ عن المنطقة الشمالية, اللواء محمد سلطان نائب المحافظ لشئون العلاقات العامة, المهندس سيد محمد سيد رئيس حي الزيتون.
كما توافد علي دار البطريركية العديد من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات ورؤساء الأديرة علي رأسهم القاصد الرسولي مايكل فيتز جرالد سفير الفاتيكان بمصر والمطران كريكور أوغسطينوس مطران الإسكندرية للأرمن الكاثوليك.