أصبح للشباب الدور الرئيسي والفعال في المراقبة علي الانتخابات بجميع الوسائل الإعلامية وحققوا نتائجا إيجابية يجب الإشارة إليها وذلك من خلال المشاركة في منظمات المجتمع المدني المهتمة بالانتخابات بعكس الأحزاب السياسية التي مازالت تدعو للانتخابات عن طريق توزيع الأوراق وعرض اللافتات دون قدرة ملموسة علي جذب الشباب للمشاركة في أنشطتها الانتخابية بينما أقبل كثير من الشباب علي منظمات المجتمع المدني, ونجحت تلك المنظمات في إقناعهم بأهمية الإدلاء بصوتهم في الانتخابات وأعدت تدريبات مكثفة لجعلهم مراقبين بشتي الوسائل, ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من مؤسسات المجتمع المدني التي حصلت علي تمويلات لعملية المراقبة علي الانتخابات المقبلة حيث حصل ائتلاف ثلاث جمعيات الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة الاجتماعية – مركز القاهرة لحقوق الإنسان الاجتماعية – وجمعية نظرة النسوية بالإضافة إلي 30 جمعية أهلية بالمحافظات تحت عنوان الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية 2010 يهدف المشروع إلي تدريب 400 مراقب قابل للزيادة خلال الفترة المقبلة لتغطية الانتخابات قام مركز القاهرة بدراسات حقوق الإنسان بتنفيذ مشروع متابعة التغطية الإعلامية للانتخابات المقبلة من خلال رصد القنوات التليفزيونية والصحف مختلفة التوجهات وتغطيها لمراحل العملية الانتخابية بينما يستكمل مركز دعم التنمية والتأهيل المؤسسي بالتعاون مع المعهد المصري الديموقراطي برنامجا لتدريب النشطاء علي عمليات المراقبة الإلكترونية تحت شعار أنت الشاهد باستخدام الخرائط التكنولوجية وأيضا ساهمت الائتلاف الميداني للإصلاح الديموقراطي شارك تدريب عدد من الكوادر الشبابية المتطوعة تمهيدا لعملية المراقبة الشعبية في إطار الإعلان عن مراقبة انتخابات مجلس الشعب المقبلة وقام مركز رؤية للتنمية والدراسات الإعلامية بالتعاون مع منظمة بكرة للإنتاج الإعلامي والدراسات الإعلامية والحقوقية بتأسيس شبكة الرصد الإلكتروني لرصد تناول الإعلام الجديد والتقليدي للانتخابات بكافة أشكالها سواء المحليات أو البرلمان أو الرئاسة أو النقابات وغيرها وتغطي 15 موقعا وإذاعة علي شبكة الإنترنت بالرصد والتحليل من خلال الشباب المهتمين بتغطية أخبار وفعاليات انتخابات مجلس الشعب المقبلة.
أما عن تجربة الشباب الفعلية في الانتخابات يري محمود مكادي 22 سنة في تجربته الأولي أنه كان مراقبا علي انتخابات 2010 في مجلس الشوري ولكن الدائرة الخاصة به انتهت بالتزكية, أما تجربته الثانية ستكون في المشاركة في المراقبة علي انتخابات مجلس الشعب المقبلة مع المعهد المصري الديموقراطي وعدد من المنظمات في مشروع يسمي يو شاهدي وهي كلمة سواحلية معناها أنت شاهد, وهذا المشروع من شأنه ترسيخ مبدأ الإعلام الشعبي بحيث إذا حدث انتهاك في انتخابات مجلس الشعب المقبلة سيتم رصدها علي الهواء مباشرة وهذه فكرة المراقبة علي الانتخابات, أما عن فكرة يو شاهد قال إن المشروع ممول من الوكالة الأمريكية للديموقراطية وفكرته ترسيخ مبدأ الإعلام الشعبي فالمواطن هو الذي سيحصل علي المعلومة والمواطن هو الذي سيستقبلها ولم يقتصر فقط علي فترة الانتخابات ولكن بعد فترة الانتخابات أيضا, وقد أكد أنه سيشارك في الانتخابات المقبلة وسيحاول منع التزوير بقدر المستطاع وقال إنه نزل دائرته ديروط محافظة أسيوط وقام بتكوين مجموعات لمنع التزوير وقال إنه لا يفرق معه من سيفوز لأن معظمهم حزب وطني, والمستقلين أيضا حزب وطني, ولكن الذي سيفرق معه أن الناس تختار من ينوب عنهم وعندما يختاروا أحد الأعضاء بشكل خاطئ يتنبهوا المرة المقبلة وهذا هو الهدف الذي يسعي إليه, أما عن فكرة يو شاهد فأول مرة تطبق في مصر وطبقت من قبل في كينيا.
قالت ماريان سعيد 21 سنة إنها أول مرة تتدرب علي مراقبة الانتخابات من خلال يو شاهدي, وأوضحت أنها استفادت من هذا التدريب خاصة فكرة الإعلام الإلكتروني حيث فكرته الأساسية هي الاعتماد علي المواطن في نقل الحدث وقالت إنها تدربت علي استخدام الإعلام الجديد والمواقع والشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر وغيرها…, وتري أنها استفادت بشكل كبير من هذا التدريب وتعتقد أنه سيفيد بشكل كبير مجتمعها وإن لم يأت أثره الآن سيأتي علي المدي البعيد.
يري مصطفي أيمن 25 سنة أنه من الإيجابي أن يشارك الشباب في صنع مستقبلهم وأن يشاركوا في المراقبة علي الانتخابات بحيث لا يحدث تلاعب بأي شكل من الأشكال, ويقول إن منظمات المجتمع المدني تهدف حاليا إلي الظهور فقط لا غير بغض النظر عن نشاطها ما عدا بعض المنظمات المعدودة التي يعتبر لها دورا ملموسا التي تريد أن توعي الجمهور, أما عن تغطية الإعلام للانتخابات يقول إنها شبه معدومة ويشير إلي أنه سوف يدلي بصوته في الانتخابات المقبلة لأنه يؤمن بحرية الفرد في التعبير عن رأيه.
أشار إيهاب سلام المنسق القانوني لبرنامج الاستثمار في المستقبل إلي أننا في مصر مقبلين علي أهم انتخابات نمر بها لارتباطها بالانتخابات الرئاسية ومدي تأثير ذلك التشكيل البرلماني الذي يتم انتخابه علي عملية انتخاب الرئيس الجديد فهذه الأمور تجعل من وجهة نظري من أخطر الانتخابات التي تمر بها مصر في الفترة الحالية, أما عن دور وسائل الإعلام في تغطية الانتخابات أوضح أنه لا يوجد متغير حدث في التغطية الإعلامية سواء فيما يتعلق بتشجيع المواطنين علي المشاركة في الانتخابات أو الحياد أو التوازن في نقل الأخبار وأكد أن المواطن المصري لا يستطيع التمييز بين التيارات السياسية الموجودة لذلك يجب علي وسائل الإعلام أن تؤدي دورها بأن تقوم بتوعية المواطن بكافة التيارات حتي يستطيع الاختيار منها في الانتخابات, أما عن دور الصحافة في تغطة الانتخابات فيؤكد أن دورها يقتصر علي تغطية التحركات الانتخابية الداخلية داخل الحزب الوطني أو المواقف من الأحزاب أو التيارات السياسية الموجودة, وأكد أن الناخب يحتاج إلي جرعة أكثر توضيحا لتعريفه بالفرق بين التيارات السياسية وتشجيعه علي المشاركة في الانتخابات وتوعيته بأهمية الانتخابات فالإعلام ليس مجرد مصدر معلومات ولكنه ضمانة للمواطن بحيث يضمن له أن تتم الانتخابات بشكل نزيه وأيضا مخاطبة الفئات المجتمعية الأخري, وانتهي إلي أن لمنظمات المجتمع المدني دورا مهما في إطار تدريب الشباب علي متابعة ومراقبة الانتخابات وقال إنه إذا تم الاهتمام بهم علي الوجه الأمثل في رفع قدراتهم ومهاراتهم وكفاءتهم القيادية سيأتي حينئذ التغيير.
أكد المحامي نجاد البرعي الناشط الحقوقي أن تدريب منظمات المجتمع المدني للشباب علي مراقبة الانتخابات يعتبر من الأمور المهمة للغاية حيث إن دور الشاب مهم جدا في المراقبة لأن مهامهم الأساسية أن يتفاعلوا في المجتمع, واسكمل أنه ليس بالضرورة أن تؤدي مشاركة الشباب في المراقبة علي الانتخابات إلي جعلها نزيهة أو أكثر نزاهة ولكن الأهم أن يكونوا قادرين علي إحداث تغيير جوهري في بنية النظام السياسي, وعلق علي مزاعم البعض أن الشباب يشاركون في المراقبة علي الانتخابات لمجرد الحصول علي المال نافيا ذلك تماما وقال إنه ليس هناك تعارض بين أن يكون الشاب لديه رسالة وأيضا أن يحصل علي المال, وأكد أن ظهور الإنترنت والإيميل جعل من الشباب أكثر اهتماما بأن يتفاعل مع العملية السياسية, وأشاد بالشباب الذين يشاركون في صنع مستقبل بلادهم.