بعدما أصبحت البيئة من القضايا المحورية التي تتطلب تضافر جميع الجهود من أجل التنمية الشاملة داخل أي مجتمع,أصبحت التوعية ضرورة قصوي لتنمية وعي صغارنا بتلك القضية كجزء من عملية التنشئة الاجتماعية.
وحول سبل توعية أبنائنا بقضايا البيئة ومدلولاتها الثقافية داخل المدارس والجامعات لضمان حدوث التغيير…
يقول دكتور كمال مغيث-باحث تربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية: ”جميع مفردات حياتنا التي نهتم بها في حاجة إلي التعلم وبالتالي يجب علينا أن نعلم أبناءنا منذ نعومة أظافرهم أهمية البيئة وكيفية الحفاظ عليها ابتداء من المربع الصغير الذي يعيشون فيه انطلاقا للمجتمع كله.وربما إلي العالم أيضا لتحقيق التقدم والرفاهية.
وعن الجدل المثار حول مدي جدوي إدراج البيئة كمعلومات ضمن المقررات الدراسية بصفة عامة,وما بين تخصيص مقرر خاص بها يذكر دكتور مغيث أنه لا قيمة للاختيارين إن لم يقترنا بالأنشطة العملية,فالمواد الدراسية الجافة غير فعالة مواد للحفظ والامتحان لا يتفاعل معها الطالب وردا علي الرأي السابق يشير دكتور سامي عبد العزيز أستاذ العلاقات العامة والرعايةبكلية الإعلام جامعة القاهرة:
الوقوف علي ما تقوم به وزارة الدولة لشئون البيئة داخل المدارس والجامعات التقينا مع د.فاطمة أبوالشوك مديرة الإدارة النوعية بالوزارة أوضحت أن الوزارة قامت بالتنسيق بين جهاز شئون البيئة ووزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لتنفيذ برامج مستمرة لنشر الوعي البيئي بين الطلبة بجميع مراحلهم الدراسية داخل المدارس والجامعات المختارة علي مستوي المحافظات تتمثل في عقد ندوات وورش عمل مع عرض أفلام تسجيلية,وإقامة مسابقات وتنظيم رحلات كزيارة المحميات الطبيعية للتعرف علي ما تحتويه من كنوز فريدة.بالإضافة إلي القوافل الطبية المتنقلة.فضلا عن مشاركة الطلبة في البرامج العملية كالنظافة والتجميل والتشجير.
تستطرد د.فاطمة قائلة: ”تختلف موضوعات التوعية من مكان لآخر حيث يقوم الفريق المؤهل والمدرب علي توصيل الرسالة للجمهور المستهدف بدراسة المنطقة في البداية ثم طرح القضية المحلية التي تعاني منها تلك المنطقة علي الطلبة ومناقشتها وتلقي الاستفسارات حولها للرد عليها.
بالرجوع للدكتور عبدالله التطاوي نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة أفاد بأن عملية التوعية البيئية داخل الجامعات تتم علي أساس المبادرات الفردية فلا يوجد برنامج موحد للجامعات فجامعة القاهرة خصصت شهر مارس من كل عام لنشر الوعي الصحي والبيئي, أيضا عقد المحاضرات والندوات وورش العمل حول أسس الإدارة البيئية والتفتيش البيئي إلي جانب مناقشة قضايا التلوث البيئي ومواجهة الكوارث الطبيعية والمشكلات الطارئة كما حدث في فترة إنفلونزا الطيور ومقاومة الشائعات غير الدقيقة حول تلوث مياه النيل, وذلك بمشاركة قطاع خدمة المجتمع بالجامعة مع وزارتي البيئة والري والأجهزة المحلية بمحافظة الجيزة وبعض الجمعيات الأهلية مثل حراس النيل وحماة البيئة علي أن يتم رصد النتائج والتوصيات وتوزيعها علي المعاهد والكليات لإعداد حلقات نقاشية متعددة حولها مع الطلبة والطالبات لتأصيل ما ورد بها من أفكار ونتائج مع تبني مجموعة من الجزائر – لتحفيز الطلبة علي المشاركة في العمل البيئي – تحت شعار في خدمة مصر حول أهم الموضوعات البحثية المتعلقة بالشأن البيئي.
هذا العمل يستمر خلال فترة الصيف أيضا, فهناك 11 قافلة تسمي قافلة التنمية الشاملة تعمل علي خدمة التوعية البيئية منها 3 قوافل يتركز نشاطها داخل نطاق محافظة الجيزة إلي جانب المناطق العشوائية حول الجامعة للتفاعل مع الأهالي وتشجير الجامعة وما حولها.
وبالنسبة لكيفية اختيار الطلبة المعنيين بالمشاركة الإيجابية في خدمة البيئة يشير دكتور التطاوي إلي أنه يتم توزيع استمارات علي الطلاب قبل الامتحانات لكتابة الرغبة في المشاركة من عدمها, وتجمع هذه الاستمارات ويتم تصنيفها علي عدد القوافل. يمنح الطالب في النهاية مكافأة معنوية شاملة شهادة تقدير وميدالية ومكافأة مادية رمزية قدرها 10 جنيهات في اليوم الواحد بجانب الزي الرسمي الذي يتسلمه الطالب مع بداية المشروع, وذلك علي اعتبار أنه يصعب إضافة درجات علي التقدير الكلي للطالب المتميز بيئيا في الوقت الحالي, فلم يدرس هذا المقترح من قبل ولكن ربما تدرسه الجامعة مستقبلا ويوضع في الاعتبار لتحفيز الطلاب بشكل أكبر.