جاءت تفجيرات كنيسة القديسين بسيدي بشر بالإسكندرية لتمثل تحولا نوعيا في التهديدات التي يعيشها المسيحيون بعد أن تحولت من مجرد وعيد إلي فعل أدي إلي مقتل 23 مواطنا, ولعب الإعلام دورا مهما في تناوله للأحداث مباشرة ومازالت من قناة إلي أخري بحسب توجهها إلا أن جميع الفضائيات تناولت الحدث والتفجيرات علي أساس أنها صدمة للمصريين عامة والمسيحيين خاصة,وتنوعت البرامج ونشرات الأخبار التي تناولت الحادث.
كارثة بكل المقاييس
جاءت قناة النيل للأخبار في مقدمة القنوات التي تناولت الحادث ودفعت بالمذيعين الذين كانوا يغطون احتفالات الكريسماس إلي المتابعة الفورية, وقامت القناة بتلقي مداخلات من قيادات مختلفة كان أهمها تصريح المتحدث الإعلامي باسم الأزهر الشريف الذي أوضح أن هذا الحادث هو كارثة بكل المقاييس وأن من قام بها لايمت للإسلام بصلة ولايعد مسلما وهذه الواقعة عمل خارج عن الإسلام والعقل والوطنية ويعد جريمة بشعة وطالب المواطنين العقلاء بأن يحتووا الموقف حفاظا علي أمن المواطنين والابتعاد عن الاستفزاز, كما طالب المسلمين بأن يلتزموا بضبط النفس ويحافظوا علي هدوء أعصابهم مهما حدث مراعاة للظروف.
من جانبها تناولت نشرات الأخبار حادثة التفجيرات عن طريق مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة عبد الفتاح فايد وسمير عمر وجاءت التعليقات بأن واقعة التفجيرات حادث يعطي مؤشرات شديدة الخطورة خاصة بعد التهديدات التي وجهتها القاعدة إلي المسيحيين في مصر لأنه قد يؤدي إلي تدهور العلاقات بشدة بين المسلمين والمسيحيين .
كما تناولت نشرات الأخبار في الأيام التالية للتفجيرات بيان مشيخة الأزهر ومظاهرات الأقباط وتعامل الأمن معهم باستخدام الضرب والقنابل المسيلة للدموع, وأن هذا يعيد مصر إلي مربع التوتر الطائفي وأن السلطات لم تحسم الكثير من الملفات بين المسلمين والمسيحيين
ذات طابع احترافي
وقال محمد كريشان مقدم برنامج ما وراء الخبر علي قناة الجزيرة: إن حادث تفجيرات كنيسة القديسين هي استمرار لسلسلة الهجمات التي طالت الأقباط وممتلكاتهم وأنها مشابهة في التوقيت لحادث نجع حمادي الذي وقع العام الماضي, وفي مداخلة هاتفية معه قال ضياء رشوان الخبير بالحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن حادث الإسكندرية قامت به مجموعة ذات طابع احترافي والتفجيرات إذا كانت عن طريق سيارة مفخخة أو عن طريق انتحاري فهي تعد بعدا جديدا في الأحداث الطائفية في مصر.
أكبر تحد
وأشار المفكر والصحفي وليم ويصا في مداخلته إلي أن المشكلة تكمن في أن السلطات المصرية ليست لديها إستراتيجية لحل مشكلات الملف القبطي, وهذا يعد أكبر تحي يواجه الرئيس مبارك في الوقت الحالي.
مفهوم مختلف للتسامح
وخصص برنامج 90 دقيقة علي قناة المحور عدة حلقات لتناول الحادث وقال معتز الدمرداش مقدم البرنامج: إننا بحاجة إلي خطاب ديني جديد ومفهوم مختلف للتسامح وضرورة صدور قانون موحد لبناء دور العبادة وأنه لم يعد هناك مناخ صحي بين المسلمين والمسيحيين في مصر مضيفا أن الذين قتلوا وهم يصلون داخل كنيستهم أبرياء ولايمكن أن يكون الفاعل مسلما حقيقيا.
رد فعل غاضب
وتناولت الإعلامية لميس الحديدي في برنامج من قلب مصر علي قناة النيل لايف الحادث واستضافت عددا من المفكرين منهم المفكر كمال زاخر الذي قال إن الجريمة فادحة ومن الطبيعي أن يكون هناك رد فعل غاضب من المسيحيين وطالب بالكف عن ترديد العبارات التي تشير إلي الوحدة الوطنية وعاش الهلال مع الصليب لأنها أصبحت عبارات مستهلكة تردد دون إ قناع, مشيرا إلي أن المظاهرات التي كان يقوم بها المسلمون باستمرار في الإسكندرية ضد الكنيسة والبابا لم يكن الأمن يتدخل لمنعها.
تحول بالمذهب المتطرف
وقال الدكتور وحيد عبد المجيد نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام في مداخلته: إن هذه الجريمة هي أسلوب جديد يتبع في مصر ويعد تحولا في المذهب المتطرف ضد المسيحيين.
لماذا لم يعلن الحداد؟!
وتميزت قناة on.tv في تغطيتها للحادث بعد وقوعه مباشرة وخصصت مساحات مختلفة لتناوله وتغطيته وجاء برنامج مانشيت الذي يقدمه الإعلامي جابر القرموطي ليمثل رأيا محايدا في التناول للأحداث وقال: أنا لا أحب كلمة الوحدة الوطنية وعنصري الأمة التي تتردد بعد كل حادث طائفي وأن دورنا هو أن ندافع عن الكنائس خاصة في قداس عيد الميلاد وأن مرتكب الجريمة ليس له دين, والهجوم الذي وقع يعد جريمة نكراء ويحمل قدرا كبيرا من الخسة والدناءة, وتساءل لماذا لم تعلن الدولة الحداد علي ضحايا التفجيرات.
استخفاف من قبل الأمن
ونقلت قناة BBC العربية الحادث في تقرير مفصل عن طريق مراسلها أسد الله الصاوي الذي وصفه بأنه طريقة جديدة علي مصر وأن وزارة الداخلية لم تعلن رسميا عن طبيعة ومجريات التنفيذ وأن التهديدات التي وجهت من قبل القاعدة إلي المسيحيين تم التعامل معها باستخفاف من قبل الأمن.
حفل غنائي لصالح الضحايا
وشدد أحمد شوبير في برنامج كورة الذي يقدمه علي قناة مودرن كورة علي ضرورة الذهاب إلي قداس عيد الميلاد والذهاب إلي الإسكندرية للاحتفال بالعيد مع المسيحيين, وطالب شوبير الفنان تامر حسني الذي كان في مداخلة تليفونية معه بضرورة إقامة حفل غنائي تذهب جميع إيراداته لأسر الضحايا .
البابا يحتفل
وجاء برنامج لقاء خاص الذي يقدمه الإعلامي عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار علي القناة الأولي الذي استضاف قداسة البابا شنودة ليمحو التكهنات بإلغاء الاحتفالات بالعيد وبالحوار, وطالب قداسة البابا شنودة الشباب القبطي بالهدوء مشيرا إلي أن هتافات البعض تجاوزت الأدب ولايمكن أن تصدر عن المسيحيين.
وأكد أنه سوف يقيم ويترأس قداس عيد الميلاد ليلة العيد لافتا النظر إلي أن الاحتفال بالعيد معهم لأنه يعبر عن ميلاد المسيح ووجه قداسته خالص تعازيه إلي أبناء كنيسة القديسين بسيدي بشر موضحا أن التفجيرات أصابت الجميع بالفزع وأنه علينا الوقوف لحماية مصر لأنها بلدنا.
أنا رايح الكنيسة
وفي برنامج الطبعة الأولي دعا الإعلامي محمود المسلماني إلي مبادرة أنا رايح الكنيسة مشددا علي ضرورة وقوف جميع الصحفيين والإعلاميين إلي جانب المسيحيين والذهاب معهم إلي قداس عيد الميلاد المجيد.
اغضب ولاتخطيء
وقامت قناة الحياة ببث إعلانات تحمل كلمات اغضب ولاتخطيء موكدة فيها حق المسيحيين في الغضب ولكن مع الاحتفاظ بضبط النفس وعدم تدمير الممتلكات.