هيئة السكة الحديد أصبحت أصبحت أخبارها في صفحة الحوادث, حوادث كثيرة ومتعددة آخرها حادث يوم السبت 9 أكتوبر عندما قام القطار رقم 2405 من الإسكندرية إلي القاهرة في الساعة التاسعة والنصف مساء. ووصل إلي القاهرة في الساعة السادسة صباح الأحد, بعد عذاب وتوتر وقلق.. بل وخوف ورعب وإغماءات بين الأطفال والسيدات وبعض الركاب مما دفع 70 من ركاب القطار إلي التقدم ببلاغ ضد هيئة السكة الحديد بسبب إهمال المسئولين الذي يتكرر بشكل مستمر فقد أدي هذا الإهمال إلي إشاعة حالة من الفوضي والذعر بين ركاب هذا القطار, فقد توقف بعد فترة من قيامه بسبب عطل في الجرار. وتم إمداد القطار بجرار آخر واستمرت رحلة العذاب, فبعد عدة كيلومترات تعطل الجرار وتوقف القطار عند محطة دمنهور لأن الجرار الثاني تعطل, وتم الاستعانة بجرار ثالث, وحدث الشئ ذاته, فبعد عدة كيلومترات تعطل الجرار الثالث!!, وبعد القلق والتوتر والمعاناة تمت اتصالات بالمسئولين ليتم الاستعانة بجرار رابع, ويقول الركاب إن هذا الجرار الرابع سار بسرعة السلحفاة حتي وصل بالركاب إلي القاهرة في الساعة السادسة صباح الأحد أي في اليوم التالي.
رحلة عذاب بكل ما تعنيه الكلمة.. الركاب في ذهول لا يصدقون أنهم وصلوا سالمين بالفعل. أما من كانوا في أنظارهم فقد كانوا مرتعدين خشية أن يكون قد حدث لهم مكروه, وتعرضوا للهلاك. هل يصدق أحد أن يقطع القطار المسافة من الإسكندرية إلي القاهرة التي تستغرق ساعتين أن يقطعها في ثمان ساعات ونصف؟!.
لقد تدهورت أحوال السكة الحديد. وتكررت الأخطاء وأصبح القطار يصل إلي محطة القيام متأخرا ساعة أو ساعة ونصف. ويتأخر في الوصول ما يقرب من ساعتين. لم يعد أي قطار يغادر في موعده أو يصل في موعده. ولا أحد يحقق أو يحاسب أو يوقع جزاءات. وهكذا أصبح حال السكة الحديد التي كان يضرب بها المثل في ضبط المواعيد بلا مواعيد ثابتة, وأصبح ركاب القطارات لا يضمنوا سلامة الوصول أو اللحاق بالمواعيد المحددة التي يجب أن يلتزم بها الموظفون والطلبة والتلاميذ.
أما الغريب بالفعل ما قامت به هيئة السكة الحديد طوال شهر رمضان الماضي, حيث أمطرتنا بوابل من الإعلانات التي تكلفت آلاف بل ملايين من الجنيهات للتسويق لها بعنايتها بالقطارات وتجديدها وإعادة الرونق لها, وكيف أن بعض الركاب يسيئون إلي الهيئة ويمزقون المقاعد الجديدة ويتسلقون أسطح القطارات ويتهربون من دفع ثمن التذكرة إلي آخر ما قدمته الإعلانات. وقلت ذلك بالإعلان عن إعداد عربة في وسط القطار خاصة بعقد الاجتماعات بين رجال الأعمال والتداول بينهم لإنجاز أعمالهم ويستحقون بمكان مريح وهادئ ولائق!! ونتساءل.. ما فائدة هذه العربة والقطار يتأخر قيامه ووصوله إلي عدة ساعات؟!.
إلي جانب ذلك زادت أجرة السفر بشكل مبالغ فيه وتضاعف الأجر في قطارات الدرجة الأولي المكيفة وفي قطارات النوم ذات المسافات الطويلة, ومع ذلك مازالت دورات المياه بعيدة تماما عن النظافة برائحتها النفاذة والمياه التي تملأ أرضيتها وعدم وجود صابون أو مجفف بها, ومازالت لا تصلح للاستخدام الآدمي.
إن ما يحدث من أحوال السكة الحديد يحتاج إلي وقفة إعادة نظر فيما يحدث لتعود إلي الانضباط والالتزام وتحقيق الراحة للركاب والأسرة بأفرادها كبارا وصغارا, وتحقق لهم الشعور بالأمان.