توالت ردود الفعل من كافة منظمات حقوق الإنسان والقوي السياسية المختلفة حول أحداث نجع حمادي التي حدثت ليلة عيد الميلاد المجيد حيث أصدر المجلس القومي لحقوق الإنسان بيانا مهما أوضح فيه إدانته الشديدة للجريمة الإرهابية التي وقعت مؤخرا في نجع حمادي والتي استهدفت المصريين الأقباط , ولفت المجلس النظر إلي أهمية البحث في الدوافع المؤدية لهذا العمل حيث من الضروري معرفة المناخ الذي دفعهم لارتكاب هذا العمل المشين , وطالب المجلس في بيانه ضرورة اتخاذ بعض من الإجراءات المهمة في مقدمتها محاكمة الجناة بلا تمييز , وتعويض أسر الضحايا علي أن يشترك في هذا التعويض الحكومة ومنظمات المجتمع المدني تأكيدا للتلاحم ضد العنف والإرهاب , كما طالب المجلس بضرورة مساءلة المسئولين في حال ثبوت تقصير من جانبهم , علي أن يتوازي هذا مع بعض الإجراءات التشريعية التي يجب أن يتقدمها وجود تشريع لتجريم التمييز والحض علي الكراهية , وإصدار قانون دور العبادة الموحد .
كما أصدرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بيانا دعت فيه مؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية للتدخل الحاسم في هذه المشكلة , وإصدار فتوي لإدانة ما حدث لمنع تكراره مستقبلا , وأشار المركز المصري إلي أن حوادث العنف الطائفي في تزايد وهناك حالة من الانفلات في بعض المحافظات , وأن هناك من يستغل تغييب القانون لصالح جلسات الصلح العرفية التي لم تؤد سوي إلي مضاعفة الأحداث الطائفية.
وعلي مستوي الأحزاب حذر الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع من الاستهانة بما جري حتي ولو كان من قبل مجرمين محترفين وأن هناك احتقانا لا يمكن إنكاره,والمشكلة في المناهج الرديئة والإعلام الرديء والفضائيات المأجورة المشبوهة التي تروج لمثل هذه الجرائم.
وأعرب رئيس حزب الوفد محمود أباظة عن ألمه واستنكاره لمذبحة نجع حمادي وقال إن كل مصري عليه أن يعي خطورة هذا الحدث علي الحاضر والمستقبل وأكد أن مصر بطبيعتها المتسامحة والمستنيرة كانت رائدة المنطقة بأسرها وسوف تبقي كذلك لأننا لا نرضي بغير هذه الطبيعة المصرية.
كما أصدر حزب مصر العربي الاشتراكي بيانا أوضح فيه أهمية التصدي لهذه المحاولات الإجرامية , فهي ليست مسئولية الأمن فقط , بل هي مسئولية مشتركة بين جميع أفراد الشعب المصري وكافة مؤسساته وتياراته الوطنية والسياسية.
وقال ناجي الشهابي رئيس حزب ##الجيل## إننا ما كنا نتمني أن يحدث مثل هذا الحادث ونحن نحتفل جميعا كمصريين بعيد الميلاد المجيد, مضيفا أن هناك إصرارا علي إحداث فوضي مدمرة في مصر تساهم فيها الفضائيات المأجورة والصحف الخاصة الصفراء وأن الوحدة الوطنية هي السلاح الذي استطاع به المصريون مواجهة التحديات.
كما أدان عبدالمنعم الأعصر رئيسحزب الخضر حادث نجع حمادي وتساءل لماذا تتزايد هذه الأيام أحداث الفتنة الطائفية,وطالب بترسيخ ثقافة المواطنة وأنه لافرق بين مسلم وقبطي.
وقال إن هناك شيئا استجد ولابد من مناقشته من قبل رجال الدين والاجتماع والإعلام لدراسة هذه الثقافة الجديدة علي الوطن والتصدي لمن يعمل علي إثارة الفتنة الطائفية.
وأوضح الدكتور أسامة شلتوت رئيسحزب التكافل أن المصريين مسلمين ومسيحيين هم نسيج واحد والمخطئ لا بد من معاقبته لا معاقبة طائفته….ومعاقبة من يحاول أن تظل مصر ملامة باستمرار وهي تدافع عن حدودها وعن أمنها, مؤكدا أن هناك قوي خارجية تحدث هذا ولا بد من محاربتها.
واقترح النائب وجدي لويس إنشاء مجلس أعلي للسلام الوطني برئاسة رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء وعضوية رجال دين إسلامي ومسيحي وعلماء اجتماع لدراسة هذه الظاهرة ومعرفة أسباب الاحتقان والتصدي لمن يعبث بأمن الوطن وقطع يده, وأضاف أن المصريين يعشقون تراب مصر ومصر هي الأمان وستظل كذلك.