كعادتي في استقبال الوافدين إلي باب افتح قلبك أعطيته ورقة وقلما ليسطر بيديه كل ما يجول بخاطره… ويصف أحواله ومشاعره علي الورق قبل أن نجلس سويا… لمحت علي وجهه ارتباكا… أمسك بالقلم ثم وضعه مكانه… تركته دقائق ثم عدت إليه فوجدت بعض سطور قليلة متعرجة ما بين صعود وهبوط… تصورت أنه علي غير علم بالقراءة والكتابة, وسألته فأجاب بالنفي… علت حمرة الخجل وجنتيه ثم قال: أنا مش شايف كويس علشان أكتب. لمت نفسي كثيرا وشعرت كم يتألم البعض بأوجاعهم وحرمانهم من نعم يمتلكها معظمنا فنعتبرها أمورا مسلما بها إلا حينما نري من يفتقرون إليها فيلقنوننا درسا في الشكر لا ننساه. أحنيت رأسي في خجل وطلبت منه أن يروي مشكلته فقال: أنا عامل نسيج في أحد المصانع بالعاشر من رمضان أبلغ من العمر 36 سنة بينما أسكن بمحافظة الشرقية, أعمل في مهنتي منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما, متزوج ولي طفلان في المرحلة الابتدائية, أشكر الله فراتبي يكفي الإيجار والمصروفات الأساسية للمنزل, إذ يصل إلي 529 جنيها وبالحوافز يصل أحيانا إلي 800 جنيه لكنه أبدا لا يتعداها وهو ما لم يسمح لي بالادخار مطلقا فنحن أربعة أفراد لكل منا احتياجاته.
قبل بضعة أشهر شعرت بسحابة علي عيني اليسري وتصورت أن الأمر عابر إلي أن حل يوم 28 يناير 2009 وذهبت إلي مستشفي دار الشفاء للكشف وكانت المفاجأة إذ شخص الطبيب حالتي بأنها تحتاج إلي إجراء عملية ترقيع قرنية بالعين اليسري في أسرع وقت وإلا سأفقد بصري, وتكلفة هذه الجراحة 15 ألف جنيه. شلت المفاجأة تفكيري فليس لدي هذا المبلغ وليس لدي من يقرضني إياه, وتصارعت الأفكار في رأسي وما إن أغمض عيني كل مساء إلا وأجدني محاطا بالتشاؤم والمخاوف التي تنهكني حتي الصباح, فماذا لو ذهب بصري من سيتولي الأبناء؟ وكيف نعيش ومن أين لي بمبلغ كبير كهذا؟.
مرت الأيام حتي حل يوم 2009/10/1 وهو اليوم الذي تحولت رؤيتي فيه إلي مجرد خيالات, والعين المريضة تؤثر علي رؤية العين السليمة. وذهبت إلي طبيب آخر فأبلغني بنفس الكلام السابق وحزنت جدا… بعدها وبالصدفة قرأت باب افتح قلبك فلجأت إليكم ربما أجد حلا لمشكلتي.
رد المحررة:
نقف أحيانا أمام بعض المشكلات عاجزين حتي عن وصفها… تنتابنا الحيرة عندما نجد الحل دائما في وجود المال… وجوده بوفرة وبسرعة… فلا كلمات المواساة تجدي ولا عبارات التشجيع تنفع… وإنما التحرك السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, لذلك نناشد أطباء العيون الذين لديهم الاستعداد للمساعدة بسرعة لإنقاذ عين هذا العامل… فإن ضاع بصره ستضيع أشياء كثيرة جدا معه ويفقد عمله, وبالتالي لن يتمكن من إعالة أسرته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرح العيد
منذ أسبوع جاءتني فتاة بصحبة أخيها يبدو عليها الانكسار… في حرج شديد بدأت تسرد معاناتها قائلة: أنا فتاة في الخامسة والثلاثين من عمري لي أخ وثلاث أخوات… والدي عجوز مريض أرعاه… أما أخواتي فظللت أخدمهن حتي تزوجن وعاشت كل منهن في منزلها معززة مكرمة… كنت أقلهن حظا في التعليم فهجرته وأنا في الصف السادس الابتدائي… وكنت أيضا أقلهن جمالا… لم أحظ بطالبي الزواج مني وتعدت سني طموح الراغبين في تكوين أسرة… ثم تقدم لخطبتي رجل كان متزوجا وانفصل كنسيا لتغيير زوجته ديانتها… معه تصريح زواج وسنه 58 عاما… وافقت الكاتدرائية علي زواجنا ووقعت إقرارا علي موافقتي بمحض إرادتي رغم فارق السن… أستعد للزواج في يوم عيد القيامة الموافق 4 أبريل القادم… لكن ليس لدي وليس لدي والدي المريض ما نشتري به حجرة النوم التي يقع عبئها علي كل عروس, فهل من مساعدة؟… كما أن خطيبي طلب منا تحمل عبء الثلاجة والغسالة ولا أعلم ماذا أفعل؟… الأيام تمر وأخشي ألا أوفي بالمطلوب مني… لذلك لجأت إليكم.
ما إن أنهت كلامها حتي نظرت إليها في دهشة وقررت أن أتطرق لشق آخر من مشكلتها لم تطرحه في حوارها وقلت لها: قبل أن أفكر معك فيمن يمكنه المساعدة علي تبصيرك أولا فيما أنت مقدمة عليه… فلا يعني عدم تمتعك بقدر وافر من التعليم أو الجمال أن تلقي بنفسك لأول طالب زواج منك مهما كانت ظروفه… والخوف من العنوسة الذي تختشينه إنما خوف زائف, فكثيرات في مثل عمرك يحظين بقدر وافر من الجمال والعلم ولم يتزوجن… ألا تخشين فارق السن الذي يبدو فجا ويتعدي الثلاثة وعشرين عاما… إنه قارب الستين وينهي حياته العملية وأنت تبدئين العمر… فماذا لو أنجبت؟ هل تنجبين أطفالا ليجدوا أباهم في عمر جدهم أو ليقفوا بعد أعوام قليلة في صفوف الأيتام؟
أي إقرار هذا الذي وقعت عليه بمحض إراتك إنه شهادة وفاة شبابك… راجعي أمرك قبل فوات الأوان فخير لك ألا تتزوجي من أن تتزوجي وتظلي معذبة حينا بشيخوخته وحينا بشكه وحينا آخر بالرثاء لشبابك… فالجمال والعلم اللذان تتحدثين عنهما ليسا أهم الأشياء في الزواج بالنسبة للرجال… وإنما طيبة القلب التي لمستها فيك وهدوء النفس والتضحية وأشياء كثيرة أخري يهتم بها بعض الرجال أكثر مما تعتقدين. أما إذا إتخذت قرارك بالاستمرار فنحن علي أتم استعداد لمساعدتك فلا تخشي الوقت… كفاك حملا للهموم وكفاك تضحيات…
باغتتني قائلة: إتخذت قراري من اللحظة الأولي وهو مناسب لي وأنا مقتنعة تماما فلكل منا عيوبه التي قبله الآخر بها, لم تبق سوي أيام علي عقد الإكليل فأرجو مساعدتي حتي لا تتوقف الزيجة بسبب احتياجي فإخوتي وأبي وأخي جميعهم لا يملكون مبلغا يشتري لي حجرة النوم… نحن أناس بسطاء أكثر مما تتخيلين, وهذا هو مطلبي الوحيد فلا تخذليني.
==
إيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
1000جنيه فاعلة خير
500 جنيه فاعلة خير
5000 جنيه من يدك وأعطيناك
500 جنيه فاعلة خير
500 جنيه فاعل خير بالمنصورة
500 جنيه أ.ف.م بالغردقة
200 جنيه فاعل خير
2000 جنيه فاعل خير
500 جنيه فاعلة خير
600 جنيه من عطايا الرب