الباب الثاني
الفنون الجمالية المرئية والملموسة (النصوص المقدسة)
فنون الأشكال
وتصنع المذبح من خشب السنط, طوله خمس أذرع, وعرضه خمس أذرع. مربعا يكون المذبح. وارتفاعه ثلاث أذرع
(خر27:1)
تمهيد
ما هي الأشكال؟
الأشكال هي تعبير عن الطبيعة والحياة ولولاها ما كانت الحياة واضحة بمعانيها المختلفة, وبامتداد التاريخ مثلت الأشكال الكثير من المعاني والرموز, وارتبطت بأشهر الأحداث عبر البلاد والحضارات.
والأشكال تختلف من وقت إلي آخر, فمثلا:
(1) خيمة الاجتماع قديما تعبر عن مكان تلاقي الله مع الإنسان للعبادة والتسبيح. أما خيمة الاجتماع الآن ترمز إلي أورشليم العليا.
(2) الصليب قديما كان يرمز للعار والعقاب والموت, أما الصليب الآن هو علامة الافتخار والانتصار والحياة.
ما هي الفنون التشكيلية؟
الفنون التشكيلية في العالم كله هي نتاج لتفاعل حركة الفن والثقافة والبيئة بالمجتمع, هذا التفاعل يختلف من مجتمع إلي آخر حسب درجة ومستوي الوعي والثقافة والإدراك لدي الفرد, سواء من الفنان المعطي أو من الإنسان المستقبل لهذا الفن.
ومن ثم نجد في الكتاب المقدس سفرين يتميزان بوجود هذا النوع من الفن, وهما:
1- سفر الخروج: حيث يقدم شرحا تفصيليا عن شكل مكونات خيمة الاجتماع كما أعطي الله مواصفاتها لموسي.
2- سفر الرؤيا: حيث يتميز بوضوح مدي جمال خيمة الاجتماع في الأبدية ومدي مقدار السعادة والفرح في محضر الله.
وعلي ذلك سوف نقدم شرح الفن التشكيلي من خلال (خيمة الاجتماع) في سفر الخروج وسفر الرؤيا كمثال تطبيقي.
أولا: خيمة الاجتماع في سفر الخروج:
(1) المنارة الذهبية:
(خر25:31-40) وتصنع منارة من ذهب نقي. عمل الخراطة تصنع المنارة, قاعدتها وساقها. تكون كأساتها وعجرها وأزهارها منها. وست شعب خارجة من جانبيها. من جانبها الواحد ثلاث شعب منارة, ومن جانبها الثاني ثلاث شعب منارة. في الشعبة الواحدة ثلاث كأسات لوزية بعجرة وزهر, وفي الشعبة الثانية ثلاث كأسات لوزية بعجرة وزهر, وهكذا إلي الست الشعب الخارجة من المنارة. وفي المنارة أربع كأسات لوزية بعجرها وأزهارها. وتحت الشعبتين منها عجرة, وتحت الشعبتين منها عجرة, وتحت الشعبتين منها عجرة إلي الست الشعب الخارجة من المنارة. تكون عجرها وشعبها منها. جميعها خراطة واحدة من ذهب نقي. وتصنع سرجها سبعة, فتصعد سرجها لتضيء إلي مقابلها. وملاقطها ومنافضها من ذهب نقي. من وزنة ذهب نقي تصنع مع جميع هذه الأواني. وانظر فاصنعها علي مثالها الذي أظهر لك في الجبل.
* تعني كلمة منارة بالعبرية مينورة menorah هي المصدر الوحيد للإضاءة داخل القدس يشع منها النور ليضيء علي الجالسين في الظلمة وبذلك هي رمز للسيد المسيح, كما قال إشعياء (9:2) الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما (يو8:12) أنا هو نور العالم.
* كل أجزائها وآنيتها من ذهب مطروق وتصنع من وزنة الذهب هي وثلاثين كجم تقريبا.
* لم تحدد أبعادها لكن تفاصيل صنعها أعطيت لموسي بكل دقة.
* شكل المنارة يوحي بشكل شجرة اللوز المزهرة. تبشر بالثمر وتدل علي الحيوية والنمو وسهر الرب علي كلمته. مثل رؤيا إرميا (1:11-12) أنا راء قضيب لوز.
كلمة لوز بالعبرية تعني ساهر, وهي أول شجرة تزهر في فلسطين معلنة عن الربيع.
* توضع في القدس الذي لا يدخله إلا الكهنة المعينون لخدمة الرب, وهذا يدل علي إنها مثل مائدة خبز الوجوه في مغزاها الروحي, حيث تشير إلي شركة المؤمنين الخاصة مع الرب حيث في (يو9:5) ما دمت في العالم فأنا نور العالم.
* قال الرب لليهود (يو12:35-37) النور معكم زمانا قليلا بعد, فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام, ولكنهم رفضوا فانحجب النور عنهم وظهر للذين آمنوا فقط الذي دعاهم من الظلمة بنوره العظيم.
* المنارة لزمن الليل وهي رمز للسيد المسيح الذي ينير لأولاده المتغربين في ليل هذا العالم.
* المنارة بخلاف التابوت وخبز الوجوه لا يدخل في تكوينها الخشب, بل ذهب نقي فقط عمل الخراطة تصنع أي ذهب تعرض لمطارق الصناع المهرة, لكي يشكلوا المنارة وهي الوحيدة في الخيمة المصنوعة كقطعة واحدة من ذهب مطروق عمل الخراطة.
* وهو يشير للسيد المسيح المتألم والممجد, فالذهب المطروق لا يدل فقط علي قيمة مخلصنا الفائقة بينما أيضا علي ظلمة الأمة التي صلبته.
* والمنارة تتكون من قاعدة وساق تمثل جذع الشجرة اللوز ويتفرع منها 3 فروع من كل جانب, ينتهي كل فرع بما يشبه زهرة اللوز المتفتحة حيث يثبت في وسطها الكأس الذي يوضع به الزيت وفتيل المنارة.
* المنارة ذات 7 سرج مضيئة حيث تشير إلي:
1- السيد المسيح الذي هو متكامل في ضياء نوره.
2- روح الله, أي ببساطة تشير للسيد المسيح وفي نفس الوقت إلي سبع أرواح الله, فالمنارة رمز للروح القدس. (2كو4:6) أشرق في قلوبنا, لإنارة معرفة مجد الله, فمن خلال الروح القدس فقط يمكننا أن نتعزي بالمسيح, كذلك المنارة تنير علي مائدة خبز الوجوه لهارون وبنيه عندما يأكلون الخبز في حضرة الرب.
* وسبع أرواح الله هم:
روح الرب- روح الحكمة- روح الفهم- روح المشورة- روح القوة- روح المعرفة- روح مخافة الرب (إش11:1-2).