تشير بيانات الإحصاء السكاني لمصر عام 2006 إلي وجود نسبة 14.7% من الأطفال المصريين في المرحلة العمرية من 6إلي 18سنة لم يلتحقوا بالتعليم الأساسي أو تسربوا منه,ويزيد عددهم علي 3ملايين طفل لم يحصلوا علي مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية.
ومنذ أيام أعلن د.يسري الجمل وزير التربية والتعليم بدء المرحلة الثالثة من مشروع المدارس الصديقة للأطفال في ظروف صعبة ##أطفال الشوارع## في 7محافظات بالتعاون بين اليونسكو وبرنامج الغذاء العالمي والجمعيات الأهلية والسفارة البريطانية,واختيار 20جمعية أهلية لإنشاء 23فصلا جديدا تضاف إلي 154فصلا تم إنشاؤها في المرحلتين الأولي والثانية وضمت 300تلميذ.
والحقيقة أن مرحلة ##التعليم الأساسي## والتي تشمل التعليم الابتدائي والإعدادي في حاجة إلي ثورة حقيقية تغير جذريا جميع عناصر العملية التعليمية,حتي يتمتع الأطفال بتعليم جيد يبدأ من رياض الأطفال,التي يجب التوسع فيها لتحقيق نسب استيعاب عالية للأطفال في سن 4سنوات,لأن غالبية الأطفال المصريين في هذه السن ونسبتهم 85% محرومون من الالتحاق بها,رغم أن هذه السنوات تمثل سنوات ذهبية للتعليم,كما تشير الدراسات التربوية.
بالإضافة إلي أن المرحلة الابتدائية تحديدا,هي الأولي بالرعاية والاهتمام,لأنها الأساس للتعليم الجيد,وللأسف الشديد فإنها لا تلقي الاهتمام الكافي من جانب وزارة التربية والتعليم التي توجه معظم الاهتمام إلي التعليم الثانوي وبدرجة أقل إلي التعليم الإعدادي.
وبسبب هذه السياسة الخاطئة أصبح لدينا تلاميذ وصلوا إلي الصف السادس الابتدائي وهم غير قادرين علي كتابة أسمائهم,كما أن نسب التسرب من التعليم الابتدائي,لا تزال مرتفعة جدا,لأن التعليم فيها خال من البهجة وقائم علي القهر والتسلط والتلقين,لذلك يهرب عشرات الآلاف من المدارس سنويا وينضمون بعدها إلي الأميين.
التحدي الحقيقي الذي يجب أن تتصدي له وزارة التربية والتعليم,أن تعيد توجيه مواردها بما يسمح بتوفير تعليم متميز وجيد بكل المقاييس في مرحلة التعليم الأساسي,وأن تضم مرحلة رياض الأطفال رسميا إلي التعليم الابتدائي,وأن توفر الموارد اللازمة لافتتاح فصول لها في كل المدارس.