القارئ لكتابكفاح شعب مصر الصادر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة يدرك كيف رصد الكاتب محمد صبيح عبر خمسة فصول تاريخ نضال الشعب المصري من أجل الحرية والديموقراطية,بدءا من دخول الفرنسيين إلي
القارئ لكتابكفاح شعب مصر الصادر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة يدرك كيف رصد الكاتب محمد صبيح عبر خمسة فصول تاريخ نضال الشعب المصري من أجل الحرية والديموقراطية,بدءا من دخول الفرنسيين إلي الإسكندرية عام1798 وصولا إلي ثورة 1919 وصياغة دستور1923,ثم تشكيل ماعرف بوزارة الشعب برئاسة سعد زغلول…
تكمن أهمية الكتاب الذي خرج في طبعة جديدة في حوالي680 صفحة من القطع الكبير-في رصده وتحليله للأحداث التي شهدتها مصر علي مدار مائة وعشرين عاما,تخللها اختلالان هما الفرنسي والإنجليزي,وثورتان شعبيتان هما الثورة العرابية وثورة1919,وتشكيل نوعين من الحياة النيابية كان أولهما في عهد إسماعيل وتوفيق في ظل أزمة الديون والتدخلات الأجنبية,أما الثاني فقد كان بعد ثورة شعبية عظيمة استطاع المصريون أن يكتسبوا من خلالها صياغة دستورهم وحياتهم البرلمانية الجديدة,مؤسسين من خلالها فترة كانت ومازالت أزهي عصور الليبرالية المصرية في العصر الحديث…
والسؤال:لماذا هذا الكتاب الآن…؟
هناك واقع أساسي تعيشه مصر اليوم:صياغة الدستور ومدي تحقيق هذا الدستور الليبرالية المصرية ومدنية الدولة بعد وصول تيار الإسلام السياسي إلي سدة الحكم…هذا الواقع في تقديري دفع لإصدار هذا الكتاب في هذا الوقت الحرج في تاريخ مصر,ليكون بمثابة المرآة للشعب المصري عند الاستفتاء علي الدستور بعد الوقوف علي المسودة النهائية-ذلك الدستور الذي كان يريد القائمون علي كتابته أن تستبدل الجزية بالزكاة (نظرا لما تمثله الكلمة الأولي من حساسية خاصة وماقد ترتبه أو تفرزه من نتائج تتعارض وحقوق الإنسان محليا ودوليا,علما بأن الزكاة في الإسلام تماثلالعشور في المسيحية من حيث مضمون العطاء وليس من حيث القيمة…وقد أصر شعب مصر العظيم علي موقفه من مادة الزكاة التي تم إلغاؤها علي أن يكون هناك قانون لجمع الزكاة وهذا من شأن مجلس الشعب.
أيضا فإن الشعب صارع لئلا توضع في مشروع الدستور الجديد عبارةالسيادة لله كبديل السيادة للشعب.
السيادة لله أمر بديهي واجب النفاذ في المطلق لاتقرره القوانين البشرية الوضعية ولا تحده في دستور…
من له أذنان للسمع فليسمع..