الأرض… الشعب… الحكومة….الثلاثية التي تمثل الركيزة الأساسية في القانون الدولي لقيام أية دولة والحديث هنا بالطبع يملي علينا تناول الدولة المصرية انطلاقا من الظرف التاريخي الذي تعيشه البلاد في هذه المرحلة..ونحكم الدائرة مرة ثانية ونخصص الحديث عن الشعب المصري..
لقد كتبت من قبل:عندما يكرم الشعب أو يهانذلك أن الانتخابات البرلمانية امتحان حقيقي للإرادة الشعبية…وها هي نتيجة الامتحان تنبيء باجتياز أولي خطوات المعركة…وهاكم ما خبرته كمواطنة مصرية وليس كأديبة أو صحفية مصرية.
في صباح الاثنين 28 نوفمبر دفعتني كل من الإرادة المنفردة والإرادة الجمعية للشعب للتوجه إلي دائرة الزيتون بشارع طومانباي للقول بالكلمة الفاصلة في أول انتخابات برلمانية حقيقية بعد 25 يناير…الشوارع مزدحمة كأيام العيد…تساؤلات عديدة هنا وهناك عن أسماء المدارس التي عقدت بها لجان الانتخاب وعناوينها…بعض التجمعات للالتفاف حول يافطات الدعاية لهذا أو ذاك من المرشحين…الكل في حالة غير عادية من التأهب والاهتمام بكل ما يتعلق بالعملية الانتخابية…وما إن اقتربت من شارع الليث الذي به اللجنةمدرسة سيدي عبد السلام الابتدائيةحتي وجدت صفا بطول الشارع من النساء اللائي اجتمعن من فئات مختلفة للإدلاء بأصواتهن فمنهن الفتاة والأم التي تحمل طفلها علي كتفها, والعجوز القبطية, والمحجبة, والمنتقبة… العاملة وربة المنزل.. والجميع يتحدث عن الأمل في التغيير فإذا ما وصلنا إلي غرفة التصويت وجدنا الحرص الشديد من جانب القاضي والموظفين علي تسهيل هذا الواجب والدور الوطني…أدليت بصوتي وانصرفت ..أعدت التجربة مرة ثانية في انتخابات الإعادة..وعلي الرغم من الاختلاف الواضح في الزحام بين المرتين…إلا أنني لايسعني إلا أن أقول يالها من فرحة غامرة تتملكني منذ هذا اليوم الذي شهد ازدحاما شديدا في كل بقاع المحروسة, وما هذا الزحام الذي لم نعتده من قبل في أي استفتاءات أو انتخابات سابقة,إلا علامة فارقة صنعها ومازال يصنعها شعب مصر العظيم..