ذكرنا في الأعداد الماضية أن السيد المسيح هو:
1- حياتنا الجسدية:لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد(أع17:28).
2- وحياتنا الروحية:حينما ندخل إلي عشرة معه,ويسكن فينا.
3- وحياتنا الأدبية:حينما نصير أولاده وشركاء طبيعته الإلهية.
4- المسيح..حياتنا الأبديةأ
هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك(يو17:3)
كان من نتائج الخطية والسقوط,الموت الأبدي للإنسان!!,بمعني أن عبارة:يوم تأكل منها من شجرة معرفة الخير والشرموتا تموت(تك2:17),لم تكن تقصد الموت الجسدي فحسب,بل قصدت الموت الأبدي أيضا.لذلك كان الموت الجسدي رعبا للإنسان,لأنه كان تمهيدا للموت الأبدي للأشرار..وكانت الهاوية مستقرا للجميع قبل الفداء.
+ الهاوية قبل الفداء:
حتي الأبرار,الذين آمنوا بالله,وانتظروا الفادي,وماتوا وهم علي رجاء إتيان المخلص ,كانت أرواحهم تهبط إلي الجحيم,وتمكث في قبضة إبليس,حتي يوم الفداء المجيد.وكان رجال الله القديسون يحسون بذلك ,ويعرفون هذا المصير,فقد كان الفردوس مغلقا,وكاروبيم ذو سيف بلهيب متقلب ,يحرس الطريق إلي شجرة الحياة(تك3:24).
ذكرنا سابقا أنه حينما مات السيد المسيح,رب المجد,انفصلت نفسه الإنسانية عن جسده الإنساني,غير أن لاهوته لم ينفصل قط,لا من نفسه,ولا من جسده,إذ أن اللاهوت يملأ كل مكان في الكون ,لأنه لا نهائي غير محدود.لذلك استمر اللاهوت متحدا بالنفس الإنسانية التي ذهبت إلي الجحيم,وبالجسد الإنساني المسجي في القبر.
واتحاد اللاهوت بالنفس الإنسانية,كان سر سحق الشيطان,حينما حاول القبض علي نفس المسيح الإنسانية,غير مدرك أنها متحدة باللاهوت.إذ صعقه تيار اللاهوت,فسقط صريعا تحت رجلي المخلص,الذي هتف بالراقدين علي الرجاء,بعد أن حررهم من قبضة إبليس,وقادهم إلي الفردوس الذي كان مغلقا,وصار مفتوحا,بيد من معه مفتاح الحياة والخلود!!,وهذا ما حدثنا عنه الرسول بولس قائلا:إذ صعد إلي العلاء,سبي سبيا,وأعطي الناس عطايا,أما أنه صعد,فما هو أنه نزل أيضا أولا إلي أقسام الأرض السفلي,الذي نزل هو الذي صعد أيضا فوق جميع السماوات لكي يملأ الكل(أف4:8-10).وهو هنا يتحدث عن رب المجد ,الذي قبل أن يصعد إلي السموات,نزل أولا إلي أقسام الأرض السفلييقصد الهاوية-شاول-الجحيم,حيث كانت كل النفوس مجتمعة,الأبرار والأشرار,ولكنهسبي سبيا,وأعطي الناس عطايا,أي أنه سبي المسبيين,أي أنه اشتري لنفسه المسبيين المقبوض عليهم من إبليس,وحررهم وانطلق بهم إلي الفردوس,وأعطاهم عطايا القيامة وأمجاد الملكوت
+ جسد القيامة الممجد:
تمضي النفس البارة الآن إلي الفردوس,حيث تنتظر يوم القيامة العامة,في المجيء الثاني للسيد المسيح نعم هي في الفردوس,فردوس النعيم..لكن الجسد يظل في القبر,ويتحلل ويصير ترابا كما كان..إلا أنه في يوم القيامة العامة,سيأتي الرب علي السحاب,وستنظره كل عين,والذين طعنوه ,وينوح عليه جميع قبائل الأرض(رؤ1:7),لأن الرب نفسه ,بهتاف,بصوت رئيس ملائكة,وبوق الله, سوف ينزل من السماء,والأموات في المسيح سيقومون أولا,ثم نحن الأحياء الباقيين سنخطف جميعا معهم في السحب,لملاقاة الرب في الهواء,وهكذا نكون كل حين مع الرب(1تس4,17:16).