+ النبع الشافي:- قال هذا وتفل علي الأرض وصنع من التفل طينا وطلي بالطين عيني الأعمي. وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل فمضي واغتسل وأتي بصيرا (يو9:6-7). إنه إعجاز طبي غير مسبوق بدون مشرط وعقاقير يخلق السيد عينان من الطين لهذا المريض المعروف لدي الجميع أنه كان أعمي, ما هذا إلا تأكيد أنه النبع الذي جاء ليروي عطش البشرية المحتاجة إلي الشفاء الروحاني والجسداني, أنه شمس البر الذي أشرق ليبدد ظلام الخطية والمرض والقسوة كما تنبأ عنه الكتاب قائلا: لكم أيها المتقون اسني تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها (ملا4:2). إنه جاء ليشفينا بجراحاته التي سال منها دم خلاصنا وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا (إش53:5). حقا إنه نبع متدفق يعطي شفاء حقيقيا لكل من يطيع ويعمل كما فعل المولود أعمي فهكذا قال الكتاب: هو يعلي النفس وينير العينين يمنح الشفاء والحياة والبركة (سيراخ34:20).
+ والنور الصافي:- أجاب ذاك وقال إنسان يقال له يسوع صنع طينا وطلي عيني وقال لي اذهب إلي بركة سلوام واغتسل فمضيت واغتسلت فأبصرت (يو9:11). إنها رحلة حياة الإنسانية التي خلقها الله الخالق من الطين وانطمست عيناها بغواية الحية وباتت في أحضان الظلمة زمانا طويلا, ولكن في ملء الزمان جاء من يغسلنا بدمه وينتشلنا من أعماق الظلمة وأحضان إبليس نبصر نوره الصافي بعد نزولنا جرن المعمودية تاركين فيها كل خطايانا كما يقول الرسول: لا تكذبوا بعضكم علي بعض إذ خلعتم الإنسان العتيق من أعماله. ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه (كو2:9-10). فهكذا خرج المولود أعمي مبصرا نور المسيح الصافي الذي قال عنه النبي في القديم: الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور (إش9:2). لقد أبصر المولود أعمي نور الحياة الجديدة مع المسيح ولسان حاله يقول لإبليس وجنوده (لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي (مي7:8). فنعم النور ونعم المعطي.
+ والقلب الجافي:- ذاك القلب الذي لم يقبل عمل الله ولا يوجد فيه رحمة بل يشوه الخير ويطمس الحقائق من أجل الذات كما فعل جماعة اليهود مع المولود أعمي فبدلا من أن يقدموا له التهاني ويفرحوا معه من أجل نعمة البصر الجديد ثاروا عليه حاقدين كما قال الكتاب: أجابهم قد قلت لكم ولم تسمعوا لماذا تريدون أن تسمعوا أيضا ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ. فشتموه وقالوا أنت تلميذ ذاك وأما نحن فأننا تلاميذ موسي. نحن نعلم أن موسي كلمه الله وأما هذا فما نعلم من أين هو. أجابوا وقالوا له في الخطايا ولدت أنت بجملتك وأنت تعلمنا فأخرجوه خارجا (يو9:27-34). القلب الجافي ينكسر ويسقط سريعا في الخطية ويحطم صاحبه فهكذا كان قلب سمعان الفريسي وقلب يهوذا الإسخريوطي وقلب هؤلاء اليهود أنه رمز لكل قلب بعيد عن الإيمان عابدا لصنم الذات يعظنا الرسول قائلا: ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية. أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام آمين (1يو5:21-29). فشكرا لمن جاء لكي يغيير القلوب كما قال: وأعطيكم قلبا جديدا واجعل روحا جديدة في داخلكم وانزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم (حز36:26). وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع الملك الديان والعدو الغضبان والشعب الفرحان.
[email protected]