تعتبر الأسماك من الموارد الغذائية الرئيسية في العالم,واتجهت دول عديدة لصيد وتربية الأسماك,لتوفير البروتين الحيواني لعدم كفاية اللحوم,وهناك أنواع كثيرة من الأسماك السامة وتتراوح شدة سميتها وخطورتها ما بين القاتلة وهي التي لم يتم اكتشاف مضاد لسمها حتي الآن,والخطرة التي تم اكتشاف مضاد لسمها وتحتاج إلي تدخل طبي.للتعرف علي تلك الأنواع المختلفة من الأسماك,وخطورتها,وكذلك الإرشادات الواجب اتباعها..أجرت وطنيهذا التحقيق.
في البداية قال الدكتور سيف الدين علي خبير التغذية إنه لا يمكن إنكار أن الأسماك مفيدة للإنسان,بوجه عام,ولكن هناك أنواعا منها غير مألوفة وغير معروفة وتصيب من يتناولها بالتسمم أو بالوفاة,منها سمكة الأرنب أو القراض والسيجان,والبطاطا,وديك البحر أو دجاجة البحر,والسمكة العقربية والصخرية,ويرجع سبب سمية هذه الأنواع غالبا إلي تأثير الأسماك بتلوث المسطحات المائية بشكل مضطرد,مما يشكل خطورة علي الإنسان,خاصة بعد تناوله للوجبات السمكية المختلفة,مما يثير الشكوك حول الفوائد الحقيقية لهذا المصدر الغذائي المهم.
أشار الدكتور سيف الدين إلي أن لحوم الأسماك قد تحتوي من جراء تلوث مياه البحار والمحيطات علي مواد كيميائية سامة,وإذا تغذي الجنين في رحم الأم بكمية كبيرة من معدن الزئبق السام,فإن ذلك يضر الجهاز العصبي,ويصيب الجنين في أسوء الظروف بالتشوه الخلقي ,وبأمراض الإعاقة البدنية بعد الولادة,لكن من المعروف أن الأسماك تحتفظ بكمية ضئيلة جدا من الزئبق في أجسامها,لذلك ينصح سيف الدين السيدات الحوامل بعد تناول الأسماك أكثر من مرتين في الأسبوع الواحد.
أثر تغير المناخ علي الأسماك!
وعن تأثير التغيرات المناخية علي الثروة السمكية قال الدكتور أحمد عبد السلام الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة القاهرة إن للتغيرات المناخية تأثيرا كبيرا علي الثروة السمكية في البحر المتوسط والخليج العربي,حيث أدت ظاهرة الاحتباس الحراري إلي زيادة هجرة أنواع عديدة من الأسماك الضارة من البحر الأحمر إلي البحر المتوسط,مثل سمكة البالون السامة وهي سمكة ضارة تتغذي علي أسماك صغيرة محلية مثل السردين,حيث وجدت في معدتها أعداد كبيرة من هذه الأسماك وبالتالي تنافس الأسماك المحلية في غذائها كما تؤثر علي الحالة الاقتصادية للصيادين.
أخطار سمك أرانب البحر
وحول انتشار أسماك القراض المعروفة في السوق المصرية باسم سمكة أرنب البحر قال الدكتور ممدوح عباس أستاذ السموم بالمعهد القومي لعلوم البحار إن نسبة الإصابة والوفاة سترتفع خلال الفترة المقبلة بعد انتشار سمكة القراض وأرنب البحر علي سواحل البحر المتوسط حيث تشكل نسبة10% من الصيد في الشباك التجريبية,بخلاف عدم وجود عقاقير بالمستشفيات لعلاج ما تحدثه تلك الأسماك من تسمم للأفراد.
وحول أعراض التسمم أشار الدكتور عباس إلي أن أعراض التسمم مختلف من شخص إلي آخر إلا أنها تبدأ برغبة في النوم العميق الذي يصل لأكثر من ست ساعات,والرغبة في القئ الشديد وصولا إلي توقف الجهاز التنفسي وحدوث الوفاة.
ومن جهة أخري أوضح الدكتور محمد عبد الجواد أستاذ العلوم البحثية بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية أن سمك القراض يتغذي علي أنواع من الطحالب السامة الضارة بالثروة السمكية لذلك فهو مطلوب في البيئة البحرية لحماية الأسماك الأخري.
تجريم بيع الأسماك السامة!
في حين طالب حمدي حسن عضو مجلس الشعب بضرورة وضع تعديل تشريعي لتجريم بيع وتداول مثل هذه الأنواع الضارة من الأسماك,إلي جانب ضرورة تكاتف كل الجهات لمنع خروجها إلي الأسواق,وتكثيف الحملات المستمرة علي الأسواق,والباعة الجائلين تفاديا لحدوث إصابات أو حالات وفاة جراء تناول تلك الأسماك,مع أهمية توعية المواطنين بمخاطر تناول الأسماك الضارة ورخيصة الثمن ومجهولة المصدر.
تماسيح بحيرة السيد العالي
وحول ما أشيع في محافظة أسوان من أنه يوجد أكثر من30ألف تمساح ببحيرة السد العالي يلتهمون نسبة كبيرة من الأسماك قال أحمد أبو حجي عضو مجلس الشعب ورئيس جمعية الصيادين المستثمرين بالسد العالي إن هذا ليس له أي أساس من الصحة,لأن التماسيح التي توجد في بحيرة ناصر لا تتجاوز الألف تمساح.
أما عن الغذاء الرئيسي لتلك التماسيح فأشار أبو حجي إلي أنها تتغذي علي كل ما هو ميت,خاصة الطيور المهاجرة والتي يحدث لها نفوق في هجرتها لأماكن بعيدة في حين تغذيتها علي الأسماك الحية تكون بنسبة قليلة جدا.
أضاف أبو حجي أنه لابد من الحفاظ علي الثروة السمكية وتنميتها عن طريق إغلاق بحيرة ناصر لمدة ثلاثة أشهر,وهي فترة وضع بيض السمك من شهر مارس إلي شهر يونية من كل عام فلا بد ألا يتم صيد الأسماك في هذه الفترة مع وضع كميات هائلة من الزريعة في جميع المناطق بالبحيرة لتعويض الفاقد من الصيد الجائر.
وبخصوص ما يتعلق بسمك أرنب البحر أو القراض والتي تتغذي علي الأسماك الأخري قال الدكتور إبراهيم موسي رئيس هيئة تنمية بحيرة السد العالي إن هذه السمكة البحرية بها عضو سام وتحديدا في الكبد,وعندما يتم فتح العضو السام بسبب تسمما في لحم السمكة,لذلك تم صدور قرار من الهيئة بحظر التعامل والصيد لهذه الأسماك السامة.
العلاج من تسمم الأسماك
وعن العلاج من تسمم الأسماك الضارة وطرق الوقاية منها قال الدكتور حمدي هريدي رئيس لجنة الصحة بمحافظة الجيزة إن الإصابة بسم الأسماك ممن يتعاملون معها بصفة مباشرة كالصيادين والغواصة,تحدث أضرارا تصل إلي عواقب وخيمة إذا لم تعالج,ومنها آلام شديدة في أماكن الإصابة وصعوبة تحريك أعضاء الجسم وصعوبة التنفس وارتفاع درجة حرارة الجسم والغثيان فلابد أولا من تحديد مكان الإصابة ووضعها في الماء الساخن لمدة لا تقل عن20دقيقة,مع ضرورة التدخل الجراحي السريع لاستخراج الجزء المتبقي من شوكة السمكة الضارة.
كما أشار الدكتور هريدي إلي أنه حتي الآن لا يوجد مصل مضاد لبعض سموم الأسماك ومنها سمك الأخطبوط,وهو نوع خطير جدا من الأسماك التي تعيش في المياه الضحلة وتتلون بلون المكان التي تعيش فيه.