يعد الاهتمام بدعم الصناعات التي تقوم بالتصدير أمرا إيجابيا, إلا أن هذا لا يجب أن يكون بمعزل عن الحفاظ علي سلامة العمال وحمايتهم من الأمراض والمشكلات التي يواجهونها للحفاظ علي الثروة البشرية.
منطقة شق الثعبان بمحافظة حلوان نموذج واضح علي هذه المشكلة, حيث تساهم في تصدير الرخام بنسبة تصل إلي 90% من إجمالي الرخام الذي يتم تصديره من مصر, إلا أن العمال في هذه المنطقة يتعرضون لمشكلات عديدة, وسط تباطؤ الجهات المسئولة في مواجهتها.
نرصد في هذا التحقيق المشكلات التي تواجه العمال, ونحاول التعرف علي أفكار وخطط الجهات المسئولة لحلها, للحفاظ علي هذه المنطقة المهمة.
قال أحمد حجاج نائب رئيس مجلس الأمناء بمنطقة شق الثعبان إن محافظة حلوان تنفذ حاليا خطة لتطوير منطقة شق الثعبان, باعتبارها من أهم المناطق الصناعية في الشرق الأوسط لتصنيع وتصدير الرخام, حيث تنتج هذه المنطقة حوالي 90% من الرخام في مصر, مشيرا إلي تعاون المجلس مع المحافظة لتحقيق كافة الخدمات اللازمة للمنطقة وتحويلها لمركز عالمي لإنتاج الرخام, من خلال تسهيل عمليات الإنتاج وسرعة الانتهاء من إصدار التراخيص المؤقتة للمصانع المقامة بالمنطقة لحين توفيق أوضاعها, بالإضافة إلي تقنين وضع اليد بالمنطقة.
تطوير شق الثعبان
من جانبه قال المهندس سامي أنور المسئول في محافظة حلوان: المحافظة اهتمت بمنطقة شق الثعبان وتم إنشاء طريق كبير داخل المنطقة بطول 8كم وبتكلفة 55 مليون جنيه وسيتم خلال هذا العام إنشاء طريقين لربط منطقة شق الثعبان بمنطقة زهراء المعادي, وآخر لربط المنطقة بكوتسيكا.
بينما أشار راغب سمير مسئول المساحة بمحافظة حلوان إلي أن المحافظة انتهت من تخصيص مساحة 20 ألف متر من منطقة شق الثعبان لإنشاء مصنعين, الأول لتصنيع, الآلات والمعدات كمطاحن وكسارات مخلفات الرخام والجرانيت, بالإضافة إلي مصنع لإنتاج الطوب الخفيف من حجارة المحاجر.
أين حماية العاملين؟
أوضح راغب أن المحافظة ستعمل علي توفير الحماية لعمال محاجر الرخام لمنع إصابتهم بالتحجر الرئوي الذي يحدث بسبب بودرة مطحن الحجارة, من خلال توفير كمامات بلاستيك بخلاف نظارة العين البلاستيك, وتوفير ماه وطعام صحي بعيدا عن الأتربة مع مراعاة الأمن الصناعي والسلامة.
من ناحية أخري أكد سعيد عبدالحافظ مدير ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الإنسان أن الملتقي أرسل بعثات لتقصي حقائق بمنطقة شق الثعبان لرصد مشكلات المنطقة, ولاحظ الملتقي استمرار تدهور الأوضاع هناك وما يترتب عليه من مزيد من التدهور مطالبا بضرورة حماية العمال وتوفير الأمان لهم, كذلك توفير المرافق الحيوية من مياه وكهرباء وتمهيد الطرق وإنارتها للحد من حجم المخاطر بالمنطقة.
أوضح عبدالحافظ أن الملتقي رصد بمنطقة شق الثعبان أكثر من 40 حالة لأطفال عاملين أصيبوا من جراء عملهم, كذلك اعتماد العمال علي مياه شرب غير سليمة, لعدم توصيل المياه النظيفة إليهم.
كما رصد الملتقي في تقريره وعورة الطرق بشق الثعبان وما يترتب عليه من حوادث متكررة, وتفشي الأمراض بالمنطقة خاصة أمراض الصدر, المغص المعوي, والتنيا, وما يزيد من خطورة الإصابات عدم وجود عربات إسعاف مجهزة يمكنها علاج المصابين قبل نقلهم للمستشفي حتي لا تتفاقم إصابتهم, بالإضافة إلي غياب الرقابة علي منافذ بيع المأكولات والمياه, خاصة أن هذه المنافذ تعمل بشكل عشوائي, مما يتزايد معها معدلات الإصابة بالأمراض.
مشاكل بالجملة..!!
دعا الملتقي إلي الانتهاء من إنشاء وحدة إسعاف ومدها بالمعدات الطبية اللازمة والكفاءات الطبية المؤهلة, وإجراء كشف دوري علي محال وعربات بيع المأكولات والتأكد من مطابقتها للشروط الصحية, كذلك الانتهاء من أعمال الحفر وتمهيد الطرق ورصفها وتشجير منطقة شق الثعبان للحد من ظاهرة تلوث الهواء.
كذلك الانتهاء من تزويد المنطقة بالمياه الصالحة للشرب والانتهاء من شبكة الصرف الصحي.
كما طالب الملتقي بتدخل السفيرة مشيرة خطاب الأمينة العامة للمجلس القومي للأمومة والطفولة لحماية أطفال العاملين بالمنطقة, وضرورة تحقيق وزارة التجارة والصناعة لوعدها بإضافة مراكز التكنولوجيا والتدريب وإنشاء معارض للمنتجات بغرض رفع كفاءة المنطقة الصناعية.